لسان العرب - ابن منظور - ج ١٠ - الصفحة ٣٦٦
أنعته. ويقال هرق عنا من الظهيرة وأهرئ عنا بمعناه، من قال أهرق عنا من الظهيرة جعل القاف مبدلة من الهمزة في أهرئ، قال: وقال بعض النحويين إنما هو هراق يهريق لأن الأصل من أراق يريق يأريق، لأن أفعل يفعل كان في الأصل يأفعل فقلبوا الهمزة التي في يأريق هاء فقيل يهريق، ولذلك تحركت الهاء. الجوهري: هراق الماء يهريقه، بفتح الهاء، هراقة أي صبه، وأنشد ابن بري:
رب كأس هرقتها، ابن لؤي، حذر الموت، لم تكن مهراقه وأنشد لأوس بن حجر:
نبئت أن دما حراما نلته، فهريق في ثوب عليك محبر وأنشد للنابغة:
وما هريق على الأنصاب من جسد قال: وأصل هراق أراق يريق إراقة، وأصل أراق أريق، وأصل يريق يريق، وأصل يريق يأريق، وإنما قالوا أنا أهريقه وهم لا يقولون أأريقه لاستثقالهم الهمزتين، وقد زال ذلك بعد الإبدال، وفيه لغة أخرى: أهرق الماء يهرقه إهراقا على أفعل يفعل، قال سيبويه: أبدلوا من الهمزة الهاء ثم ألزمت فصارت كأنها من نفس الحرف، ثم أدخلت الألف بعد على الهاء وتركت الهاء عوضا من حذفهم حركة العين، لأن أصل أهرق أريق. قال ابن بري: هذه اللغة الثانية التي حكاها عن سيبويه هي الثالثة التي يحكيها فيما بعد إلا أنه غلط في التمثيل فقال أهرق يهرق، وهي لغة ثالثة شاذة نادرة ليست بواحدة من اللغتين المشهورتين، يقولون: هرقت الماء هرقا وأهرقته إهراقا، فيجعلون الهاء فاء والراء عينا ولا يجعلونه معتلا، وأما الثانية التي حكاها سيبويه فهي أهراق يهريق إهراقة، فيرها الجوهري وجعلها ثالثة وجعل مصدرها إهرياقا، ألا ترى أنه حكي عن سيبويه في اللغة الثانية أن الهاء عوض من حركة العين لأن الأصل أريق؟ فهذا يدل أنه من أهراق إهراقة بالألف، وكذا حكاه سيبويه في اللغة الثانية الصحيحة، قال الجوهري: وفيه لغة ثالثة أهراق يهريق إهرياقا، فهو مهريق، والشئ مهراق ومهراق أيضا، بالتحريك، وهذا شاذ، ونظيره أسطاع يسطيع اسطياعا، بفتح الألف في الماضي وضم الياء في المستقبل، لغة في أطاع يطيع، فجعلوا السين عوضا من ذهاب حركة عين الفعل على ما تقدم ذكره عن الأخفش في باب العين، قال: وكذلك حكم الهاء عندي. قال ابن بري:
قد ذكرنا أن هذه اللغة هي الثانية فيما تقدم إلا أنه غير مصدرها فقال إهرياقا، وصوابه إهراقة، وتاء التأنيث عوض من العين المحذوفة، وكذلك قال ابن السراج أهراق يهريق إهراقة، وأسطاع يسطيع إسطاعة، قال: وأما الذي ذكره الجوهري من أن مصدر أهراق وأسطاع إهرياقا واسطياعا فغلط منه، لأنه غير معروف، والقياس إهراقة وإسطاعة على ما تقدم، وإنما غلطه في اسطياع أنه أتى به على وزن الإستطاع مصدر استطاع، قال: وهذا سهو منه لأن أسطاع همزته قطع، والاستطاع والاسطياع همزتهما وصل، وقوله: والشئ مهراق ومهراق أيضا، بالتحريك، غير صحيح لأن مفعول أهراق مهراق لا غير، قال: وأما مهراق، بالفتح، فمفعول هراق وقد تقدم شاهده، وشاهد المهراق ما أنشد
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف القاف فصل الألف 3
2 فصل الباء 13
3 فصل التاء 31
4 فصل الثاء 33
5 فصل الجيم 34
6 فصل الحاء 37
7 فصل الخاء 72
8 فصل الدال المهملة 94
9 فصل الذال المعجمة 108
10 فصل الراء المهملة 112
11 فصل الزاي 137
12 فصل السين المهملة 151
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 193
15 فصل الضاد المعجمة 208
16 فصل الطاء المهملة 209
17 فصل العين المهملة 234
18 فصل الغين المعجمة 281
19 فصل الفاء 296
20 فصل القاف 321
21 فصل الكاف 326
22 فصل اللام 326
23 فصل الميم 335
24 فصل النون 350
25 فصل الهاء 364
26 فصل الواو 370
27 فصل الياء المثناة تحتها 386
28 حرف الكاف فصل الألف 388
29 فصل الباء الموحدة 395
30 فصل التاء المثناة فوقها 405
31 فصل الحاء المهملة 407
32 فصل الخاء المعجمة 419
33 فصل الدال المهملة 419
34 فصل الراء 431
35 فصل الزاي 435
36 فصل السين المهملة 438
37 فصل الشين المعجمة 446
38 فصل الصاد المعجمة 455
39 فصل الضاد المعجمة 459
40 فصل العين المهملة 463
41 فصل الغين المعجمة 472
42 فصل الفاء 472
43 فصل الكاف 481
44 فصل اللام 481
45 فصل الميم 485
46 فصل النون 497
47 فصل الهاء 502
48 فصل الواو 509
49 فصل الياء المثناة تحتها 515