لسان العرب - ابن منظور - ج ١٠ - الصفحة ١٨٩
من الدية ما لا قود فيه كالخدش ونحو ذلك، والجمع أشناق. والشنق في الصدقة: ما بين الفريضتين.
والشنق أيضا: ما دون الدية، وذلك أن يسوق ذو الحمالة مائة من الإبل وهي الدية كاملة، فإذا كانت معها ديات جراحات لا تبلغ الدية فتلك هي الأشناق كأنها متعلقة بالدية العظمى، ومنه قول الشاعر:
بأشناق الديات إلى الكمول قال أبو عبيد: الشناق ما بين الفريضتين. قال: وكذلك أشناق الديات، ورد ابن قتيبة عليه وقال: لم أر أشناق الديات من أشناق الفرائض في شئ لأن الديات ليس فيها شئ يزيد على حد من عددها أو جنس من أجناسها. وأشناق الديات: اختلاف أجناسها نحو بنات المخاض وبنات اللبون والحقاق والجذاع، كل جنس منها شنق، قال أبو بكر: والصواب ما قال أبو عبيد لأن الأشناق في الديات بمنزلة الأشناق في الصدقات، إذا كان الشنق في الصدقة ما زاد على الفريضة من الإبل. وقال ابن الأعرابي والأصمعي والأثرم: كان السيد إذا أعطى الدية زاد عليها خمسا من الإبل ليبين بذلك فضله وكرمه، فالشنق من الدية بمنزلة الشنق في الفريضة إذا كان فيها لغوا، كما أنه في الدية لغو ليس بواجب إنما تكرم من المعطي. أبو عمرو الشيباني: الشنق في خمس من الإبل شاة، وفي عشر شاتان، وفي خمس عشرة ثلاث شياه، وفي عشرين أربع شياه، فالشاة شنق والشاتان شنق والثلاث شياه شنق والأربع شياه شنق، وما فوق ذلك فهو فريضة. وروي عن أحمد بن حنبل: أن الشنق ما دون الفريضة مطلقا كما دون الأربعين من الغنم. وفي الكتاب الذي كتبه النبي، صلى الله عليه وسلم، لوائل بن حجر: لا خلاط ولا وراط ولا شناق، قال أبو عبيد: قوله لا شناق فإن الشنق ما بين الفريضتين وهو ما زاد من الإبل على الخمس إلى العشر، وما زاد على العشر إلى خمس عشرة، يقول: لا يؤخذ من الشنق حتى يتم، وكذلك جميع الأشناق، وقال الأخطل يمدح رجلا:
قرم تعلق أشناق الديات به، إذا المئون أمرت فوقه حملا وروى شمر عن ابن الأعرابي في قوله:
قرم تعلق أشناق الديات به يقول: يحتمل الديات وافية كاملة زائدة. وقال غير ابن الأعرابي في ذلك:
إن أشناق الديات أصنافها، فدية الخطأ المحض مائة من الإبل تحملها العاقلة أخماسا: عشرون ابنة مخاض، وعشرون ابنة لبون، وعشرون ابن لبون، وعشرون حقة، وعشرون جذعة، وهي أشناق أيضا كما وصفنا، وهذا تفسير قول الأخطل يمدح رئيسا يتحمل الديات وما دون الديات فيؤديها ليصلح بين العشائر ويحقن الدماء، والذي وقع في شعر الأخطل: ضخم تعلق، بالخفض على النعت لما قبله وهو:
وفارس غير وقاف برايته، يوم الكريهة، حتى يعمل الأسلا والأشناق: جمع شنق وله معنيان: أحدهما أن يزيد معطي الحمالة على المائة خمسا أو نحوها ليعلم به وفاؤه وهو المراد في بيت الأخطل، والمعنى الآخر أن يريد بالأشناق الأروش كلها على ما
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف القاف فصل الألف 3
2 فصل الباء 13
3 فصل التاء 31
4 فصل الثاء 33
5 فصل الجيم 34
6 فصل الحاء 37
7 فصل الخاء 72
8 فصل الدال المهملة 94
9 فصل الذال المعجمة 108
10 فصل الراء المهملة 112
11 فصل الزاي 137
12 فصل السين المهملة 151
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 193
15 فصل الضاد المعجمة 208
16 فصل الطاء المهملة 209
17 فصل العين المهملة 234
18 فصل الغين المعجمة 281
19 فصل الفاء 296
20 فصل القاف 321
21 فصل الكاف 326
22 فصل اللام 326
23 فصل الميم 335
24 فصل النون 350
25 فصل الهاء 364
26 فصل الواو 370
27 فصل الياء المثناة تحتها 386
28 حرف الكاف فصل الألف 388
29 فصل الباء الموحدة 395
30 فصل التاء المثناة فوقها 405
31 فصل الحاء المهملة 407
32 فصل الخاء المعجمة 419
33 فصل الدال المهملة 419
34 فصل الراء 431
35 فصل الزاي 435
36 فصل السين المهملة 438
37 فصل الشين المعجمة 446
38 فصل الصاد المعجمة 455
39 فصل الضاد المعجمة 459
40 فصل العين المهملة 463
41 فصل الغين المعجمة 472
42 فصل الفاء 472
43 فصل الكاف 481
44 فصل اللام 481
45 فصل الميم 485
46 فصل النون 497
47 فصل الهاء 502
48 فصل الواو 509
49 فصل الياء المثناة تحتها 515