لسان العرب - ابن منظور - ج ١٠ - الصفحة ١٨٣
أهل غنيمة بشق، قال أبو عبيد: هو اسم موضع بعينه وهذا يروى بالفتح والكسر، فالكسر من المشقة، ويقال: هم بشق من العيش إذا كانوا في جهد، ومنه قوله تعالى: لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وأصله من الشق نصف الشئ كأنه قد ذهب بنصف أنفسكم حتى بلغتموه، وأما الفتح فمن الشق الفصل في الشئ كأنها أرادت أنهم في موضع حرج ضيق كالشق في الجبل، ومن الأول: اتقوا النار ولو بشق تمرة أي نصف تمرة، يريد أن لا تستقلوا من الصدقة شيئا.
والمشاقة والشقاق: غلبة العداوة والخلاف، شاقه مشاقة وشقاقا: خالفه. وقال الزجاج في قوله تعالى: إن الظالمين لفي شقاق بعيد، الشقاق: العدواة بين فريقين والخلاف بين اثنين، سمي ذلك شقاقا لأن كل فريق من فرقتي العدواة قصد شقا أي ناحية غير شق صاحبه. وشق امره يشقه شقا فانشق: انفرق وتبدد اختلافا.
وشق فلان العصا أي فارق الجماعة، وشق عصا الطاعة فانشقت وهو منه. وأما قولهم: شق الخوارج عصا المسلمين، فمعناه أنهم فرقوا جمعهم وكلمتهم، وهو من الشق الذي هو الصدع. وقال الليث: الخارجي يشق عصا المسلمين ويشاقهم خلافا. قال أبو منصور: جعل شقهم العصا والمشاقة واحدا، وهما مختلفان على ما مر من تفسيرهما آنفا. قال الليث: انشقت عصاهما بعد التئامها إذا تفرق يقال وانشقت العصا بالبين وتشققت، قال قيس بن ذريح:
وناح غراب البين وانشقت العصا ببين، كما شق الأديم الصوانع وانشقت العصا أي تفرق الأمر. وشق علي الأمر يشق شقا ومشقة أي ثقل علي، والاسم الشق، بالكسر. قال الأزهري: ومنه قوله، صلى الله عليه وسلم: لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، المعنى لولا أن أثقل على أمتي من المشقة وهي الشدة.
والشق: الشقيق الأخ. ابن سيده: شق الرجل وشقيقه أخوه، وجمع الشقيق أشقاء. يقال: هو أخي وشق نفسي، وفيه: النساء شقائق الرجال أي نظائرهم وأمثالهم في الأخلاق والطباع كأنهن شققن منهم ولأن حواء خلقت من آدم. وشقيق الرجل: أخوه لأمه وأبيه. وفي الحديث: أنتم إخواننا وأشقاؤنا.
والشقيقة: داء يأخذ في نصف الرأس والوجه، وفي التهذيب: صداع يأخذ في نصف الرأس والوجه، وفي الحديث: احتجم وهو محرم من شقيقة، هو نوع من صداع يعرض في مقدم الرأس وإلى أحد جانبيه.
والشق والمشقة: الجهد والعناء، ومنه قوله عز وجل: إلا بشق الأنفس، وأكثر القراء على كسر الشين معناه إلا بجهد الأنفس، وكأنه اسم وكأن الشق فعل، وقرأ أبو جعفر وجماعة: إلا بشق الأنفس، بالفتح، قال ابن جني: وهما بمعنى، وأنشد لعمرو بن ملقط وزعم أنه في نوادر أبي زيد:
والخيل قد تجشم أربابها الشقق ، وقد تعتسف الراوية قال: ويجوز أن يذهب في قوله إلى أن الجهد ينقص من قوة الرجل ونفسه حتى يجعله قد ذهب بالنصف من قوته، فيكون الكسر على أنه كالنصف.
والشق:
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف القاف فصل الألف 3
2 فصل الباء 13
3 فصل التاء 31
4 فصل الثاء 33
5 فصل الجيم 34
6 فصل الحاء 37
7 فصل الخاء 72
8 فصل الدال المهملة 94
9 فصل الذال المعجمة 108
10 فصل الراء المهملة 112
11 فصل الزاي 137
12 فصل السين المهملة 151
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 193
15 فصل الضاد المعجمة 208
16 فصل الطاء المهملة 209
17 فصل العين المهملة 234
18 فصل الغين المعجمة 281
19 فصل الفاء 296
20 فصل القاف 321
21 فصل الكاف 326
22 فصل اللام 326
23 فصل الميم 335
24 فصل النون 350
25 فصل الهاء 364
26 فصل الواو 370
27 فصل الياء المثناة تحتها 386
28 حرف الكاف فصل الألف 388
29 فصل الباء الموحدة 395
30 فصل التاء المثناة فوقها 405
31 فصل الحاء المهملة 407
32 فصل الخاء المعجمة 419
33 فصل الدال المهملة 419
34 فصل الراء 431
35 فصل الزاي 435
36 فصل السين المهملة 438
37 فصل الشين المعجمة 446
38 فصل الصاد المعجمة 455
39 فصل الضاد المعجمة 459
40 فصل العين المهملة 463
41 فصل الغين المعجمة 472
42 فصل الفاء 472
43 فصل الكاف 481
44 فصل اللام 481
45 فصل الميم 485
46 فصل النون 497
47 فصل الهاء 502
48 فصل الواو 509
49 فصل الياء المثناة تحتها 515