لسان العرب - ابن منظور - ج ٩ - الصفحة ٢٤٦
يعسف واعتسف وتعسف: ظلم، وهو من ذلك. وفي الحديث: لا تبلغ شفاعتي إماما عسوفا أي جائرا ظلوما. والعسف في الأصل: أن يأخذ المسافر على غير طريق ولا جادة ولا علم فنقل إلى الظلم والجور. وتعسف فلام فلانا إذا ركبه بالظلم ولم ينصفه. ورجل عسوف إذا كان ظلوما. والعسيف:
الأجير المستهان به. وفي حديث أبي هريرة، رضي الله عنه: أن رجلا جاء إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: إن ابني كان عسيفا على رجل كان معه وإنه زنى بامرأته، أي كان أجيرا. والعسفاء:
الأجراء، وقيل: العسيف المملوك المستهان به، قال نبيه بن الحجاج: أطعت النفس في الشهوات حتى أعادتني عسيفا، عبد عبد ويروى: أطعت العرس، وهو فعيل بمعنى مفعول كأسير أو بمعنى فاعل كعليم من العسف الجور والكفاية. يقال: هو يعسفهم أي يكفيهم.
وكم أعسف عليك أي كم أعمل لك، وقيل: كل خادم عسيف. وفي الحديث:
لا تقتلوا عسيفا ولا أسيفا. والأسيف: العبد، وقيل: الشيخ الفاني، وقيل: هو الذي تشتريه بماله، والجمع عسفاء على القياس، وعسفة على غير القياس. وفي الحديث: أنه بعث سرية فنهى عن قتل العسفاء والوصفاء، ويروى الأسفاء. واعتسفه: اتخذه عسيفا. وعسف البعير يعسف عسفا وعسوفا: أشرف على الموت من الغدة، فهو عاسف، وقيل: العسف أن يتنفس حتى تقمص حنجرته أي تنتفخ، وأما قول أبي وجزة السعدي:
واستيقنت أن الصليف منعسف فهو من عسف الحنجرة إذا قمصت للموت. وأعسف الرجل إذا أخذ بعيره العسف، وهو نفس الموت، وناقة عاسف، بغير هاء: أصابها ذلك.
والعساف للإبل: كالنزاع للإنسان. قال الأصمعي: قلت لرجل من أهل البادية: ما العساف؟ قال: حين تقمص حنجرته أي ترجف من النفس، قال عامر بن الطفيل في قرزل يوم الرقم:
ونعم أخو الصعلوك أمس تركته بتضرع، يمري باليدين ويعسف وأعسف الرجل إذا أخذ غلامه بعمل شديد، وأعسف إذا سار بالليل خبط عشواء. والعسف: القدح الضخم. والعسوف: الأقداح الكبار. وعسفان: موضع وقد ذكر في الحديث، قال ابن الأثير: هي قرية جامعة بين مكة والمدينة، وقيل: هي منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة، قال الشاعر:
يا خليلي أربعا واس‍ - تخبرا رسما بعسفان والعساف: اسم رجل.
* عسقف: العسقفة: نقيض البكاء، وقيل: هو جمود العين عن البكاء إذ أراده أو هم به فلم يقدر عليه، وقيل: بكى فلان وعسقف فلان إذا جمدت عينه فلم يقدر على البكاء.
* عشف: ابن الأعرابي: العشوف الشجرة اليابسة.
ويقال للبعير إذا جئ به أول ما يجاء به لا يأكل القت ولا النوى: إنه لمعشف، والمعشف: الذي عرض عليه ما لم يكن يأكل فلم يأكله. وأكلت طعاما فأعشفت عنه ولم يهنأني، وإني
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»
الفهرست