لسان العرب - ابن منظور - ج ٩ - الصفحة ٢٤
جدف يجدف تجديفا. وجدف الرجل بنعمة الله: كفرها ولم يقنع بها. وفي الحديث: شر الحديث التجديف، قال أبو عبيد: يعني كفر النعمة واستقلال ما أنعم الله عليك، وأنشد:
ولكني صبرت، ولم أجدف، وكان الصبر غاية أولينا وفي الحديث: لا تجدفوا بنعمة الله أي لا تكفروها وتستقلوها.
والجدف: القبر، والجمع أجداف، وكرهها بعضهم وقال: لا جمع للجدف لأنه قد ضعف بالإبدال فلم يتصرف. الجوهري: الجدف القبر وهو إبدال الجدث والعرب تعقب بين الفاء والثاء في اللغة فيقولون جدث وجدف، وهي الأجداث والأجداف. والجدف من الشراب: ما لم يغط. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، حين سأل الرجل الذي كان الجن استهوته: ما كان طعامهم؟ قال: الفول، وما لم يذكر اسم الله عليه، قال: فما كان شرابهم؟ قال: الجدف، وتفسيره في الحديث أنه ما لا يغطى من الشراب، قال أبو عمرو: الجدف لم أسمعه إلا في هذا الحديث وما جاء إلا وله أصل، ولكن ذهب من كان يعرفه ويتكلم به كما قد ذهب من كلامهم شئ كثير. وقال بعضهم: الجدف من الجدف وهو القطع كأنه أراد ما يرمى به من الشراب من زبد أو رغوة أو قذى كأنه قطع من الشراب فرمي به، قال ابن الأثير: كذا حكاه الهروي عن القتيبي والذي جاء في صحاح الجوهري أن القطع هو الجذف، بالذال المعجمة، ولم يذكره في المهملة، وأثبته الأزهري فيهما وقد فسر أيضا بالنبات الذي يكون باليمن لا يحتاج آكله إلى شرب ماء. ابن سيده: الجدف نبات يكون باليمن تأكله الإبل فتجزأ به عن الماء، وقال كراع: لا يحتاج مع أكله إلى شرب ماء، قال ابن بري: وعليه قول جرير:
كانوا إذا جعلوا في صيرهم بصلا، ثم اشتووا كنعدا من مالح، جدفوا والجدافى، مقصور: الغنيمة. أبو عمرو: الجدافاة الغنيمة، وأنشد:
قد أتانا رامعا قبراه، لا يعرف الحق وليس يهواه، كان لنا، لما أتى، جدافاه (* قوله قد أتانا كذا في الأصل وشرح القاموس بدون حرف قبل قد، وقوله كان لنا إلخ بهامش الأصل صوابه: فكان لما جاءنا جدافاه.) ابن الأعرابي: الجدافاء والغنامى والغنمى والهبالة والابالة والحواسة والحباسة.
* جذف: جذف الشئ جذفا: قطعه، قال الأعشى:
قاعدا حوله الندامى، فما ين‍ - فك يؤتى بموكر مجذوف أراد بالموكر السقاء الملآن من الخمر. والمجذوف: الذي قطعت قوائمه. والمجذوف والمجدوف: المقطوع، وجذف الطائر يجذف:
أسرع تحريك جناحيه وأكثر ما يكون ذلك إن يقص أحد الجناحين، لغة في جدف. ومجذاف السفينة: لغة في مجدافها، كلتاهما فصيحة، وقد تقدم ذكره، قال المثقب العبدي يصف ناقة:
تكاد، إن حرك مجذافها، تنسل من مثناتها واليد
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست