لسان العرب - ابن منظور - ج ٩ - الصفحة ١٧٢
كأنه ينظر إليه من موضع مرتفع فيكون أكثر لإدراكه. وفي حديث أبي عبيدة: قال لعمر، رضي الله عنهما، لما قدم الشام وخرج أهله يستقبلونه: ما يسرني أن أهل هذا البلد استشرفوك أي خرجوا إلى لقائك، وإنما قال له ذلك لأن عمر، رضي الله عنه، لما قدم الشام ما تزيا بزي الأمراء فخشي أن لا يستعظموه. وفي حديث الفتن: من تشرف لها استشرفت له أي من تطلع إليها وتعرض لها واتته فوقع فيها. وفي الحديث: لا تشرف يصبك سهم أي لا تتشرف من أعلى الموضع، ومنه الحديث: حتى إذا شارفت انقضاء عدتها أي قربت منها وأشرفت عليها. وفي الحديث عن سالم عن أبيه: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان يعطي عمر العطاء فيقول له عمر: يا رسول الله أعطه أفقر إليه مني، فقال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: خذه فتموله أو تصدق به، وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف له ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك، قال سالم: فمن أجل ذلك كان عبد الله لا يسأل أحدا شيئا ولا يرد شيئا أعطيه، وقال شمر في قوله وأنت غير مشرف له قال: ما تشرف عليه وتحدث به نفسك وتتمناه، وأنشد:
لقد علمت، وما الإشراف من طمعي، أن الذي هو رزقي سوف يأتيني (* قوله من طمعي في شرح ابن هشام لبانت سعاد: من خلقي.) وقال ابن الأعرابي: الإشراف الحرص. وروي في الحديث: وأنت غير مشرف له أو مشارف فخذه. وقال ابن الأعرابي: استشرفني حقي أي ظلمني، وقال ابن الرقاع:
ولقد يخفض المجاور فيهم، غير مستشرف ولا مظلوم قال: غير مستشرف أي غير مظلوم. ويقال: أشرفت الشئ علوته، وأشرفت عليه: اطلعت عليه من فوق، أراد ما جاءك منه وأنت غير متطلع إليه ولا طامع فيه، وقال الليث: استشرفت الشئ إذا رفعت رأسك أو بصرك تنظر إليه. وفي الحديث: لا ينتهب نهبة ذات شرف وهو مؤمن أي ذات قدر وقيمة ورفعة يرفع الناس أبصارهم للنظر إليها ويستشرفونها. وفي الحديث: لا تشرفوا قوله لا تشرفوا كذا بالأصل، والذي في النهاية: لا تستشرفوا.) للبلاء، قال شمر: التشرف للشئ التطلع والنظر إليه وحديث النفس وتوقعه، ومنه: فلا يتشرف إبل فلان أي يتعينها. وأشرفت عليه: اطلعت عليه من فوق، وذلك الموضع مشرف. وشارفت الشئ أي أشرفت عليه. وفي الحديث: استشرف لهم ناس أي رفعوا رؤوسهم وأبصارهم، قال أبو منصور في حديث سالم: معناه وأنت غير طامع ولا طامح إليه ومتوقع له. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
من أخذ الدنيا بإشراف نفس لم يبارك له فيها، ومن أخذها بسخاوة نفس بورك له فيها، أي بحرص وطمع. وتشرفت المربأ وأشرفته أي علوته، قال العجاج:
ومربإ عال لمن تشرفا، أشرفته بلا شفى أو بشفى قال الجوهري: بلا شفى أي حين غابت الشمس، أو بشفى أي بقيت من الشمس بقية. يقال عند
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»
الفهرست