لسان العرب - ابن منظور - ج ٩ - الصفحة ١٧٧
العصا، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
أنت أرحت الحي من أم الصبي، كبداء مثل الشظف أو شر العصي عنى بأم الصبي القوس، وبالصبي السهم لأن القوس تحتضنه كما تحتضن الأم الصبي، وقوله كبداء أي كبداء عظيمة الوسط وهي مع ذلك مهزولة يابسة مثل شقة العصا.
وشظف السهم إذا دخل بين الجلد واللحم.
* شعف: شعفة كل شئ: أعلاه. وشعفة الجبل، بالتحريك: رأسه، والجمع شعف وشعاف وشعوف وهي رؤوس الجبال. وفي الحديث: من خير الناس رجل في شعفة من الشعاف في غنيمة له حتى يأتيه الموت وهو معتزل الناس، قال ابن الأثير: يريد به رأس جبل من الجبال ويجمع شعفات، ومنه قيل لأعلى شعر الرأس شعفة، ومنه حديث يأجوج ومأجوج: فقال عراض الوجوه صغار العيون شهب الشعاف من كل حدب ينسلون، قوله صهب الشعاف يريد شعور رؤوسهم، واحدتها شعفة، وهي أعلى الشعر. وشعفات الرأس: أعالي شعره، وقيل: قنازعه، وقال رجل: ضربني عمر بدرته فسقط البرنس عن رأسي فأغاثني الله بشعيفتين في رأسي أي ذؤابتين على رأسه من شعره وقتاه الضرب، وما على رأسه إلا شعيفات أي شعيرات من الذؤابة. ويقال لذؤابة الغلام شعفة، وقول الهذلي:
من فوقه شعف قر، وأسفله حي يعانق بالظيان والعتم قال قر لأن الجمع الذي لا يفارق واحده إلا بالهاء يجوز تأنيثه وتذكيره.
والشعف: شبه رؤوس الكمأة والأثافي تستدير في أعلاها.
وقال الأزهري: الشعف رأس الكمأة والأثافي المستديرة. وشعفات الأثافي والأبنية: رؤوسها، وقال العجاج:
دواخسا في الأرض إلا شعفا وشعفة القلب: رأسه عند معلق النياط. والشعف: شدة الحب. قال الأزهري: ما علمت أحدا جعل للقلب شعفة غير الليث، والحب الشديد يتمكن من سواد القلب لا من طرفه. وشعفني حبها:
أصاب ذلك مني. يقال: شعف الهناء البعير إذا بلغ منه ألمه.
وشعفت البعير بالقطران إذا شعلته به. والشعف: إحراق الحب القلب مع لذة يجدها كما أن البعير إذا هنئ بالقطران يجد له لذة مع حرقة، قال امرؤ القيس:
لتقتلني، وقد شعفت فؤادها، كما شعف المهنوءة الرجل الطالي يقول: أحرقت فؤادها بحبي كما أحرق الطالي هذه المهنوءة، ففؤادها طائر من لذة الهناء لأن المهنوءة تجد للهناء لذة مع حرقة، والمصدر الشعف كالألم، وأما قول كعب بن زهير:
ومطافه لك ذكرة وشعوف قال: فيحتمل أن يكون جمع شعف، ويحتمل أن يكون مصدرا وهو الظاهر.
والشعاف: أن يذهب الحب بالقلب، وقوله تعالى: قد شعفها حبا، قرئت بالعين والغين، فمن قرأها بالعين المهملة فمعناه تيمها، ومن قرأها بالغين المعجمة أي أصاب شغافها. وشعفه الهوى إذا بلغ منه، وفلان مشعوف
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست