لسان العرب - ابن منظور - ج ٩ - الصفحة ١٠٠
من دعاء الخير، فأضاف الدعاء وهو مصدر إلى الخير وهو مفعول، وعلى هذا قالوا: أعجبني ضرب زيد عمرو فأضافوا المصدر إلى المفعول الذي هو زيد، والاسم من ذلك كله الخيفة، والخيفة الخوف. وفي التنزيل العزيز: واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة، والجمع خيف وأصله الواو، قال صخر الغي الهذلي: فلا تقعدن على زخة، وتضمر في القلب وجدا وخيفا وقال اللحياني: خافه خيفة وخيفا فجعلهما مصدرين، وأنشد بيت صخر الغي هذا وفسره بأنه جمع خيفة. قال ابن سيده: ولا أدري كيف هذا لأن المصادر لا تجمع إلا قليلا، قال: وعسى أن يكون هذا من المصادر التي قد جمعت فيصح قول اللحياني. ورجل خاف: خائف. قال سيبويه: سألت الخليل عن خاف فقال: يصلح أن يكون فاعلا ذهبت عينه ويصلح أن يكون فعلا، قال:
وعلى أي الوجهين وجهته فتحقيره بالواو. ورجل خاف أي شديد الخوف، جاؤوا به على فعل مثل فرق وفزع كما قالوا صات أي شديد الصوت.
والمخاف والمخيف: موضع الخوف، الأخيرة عن الزجاجي حكاها في الجمل. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه، أراد أنه إنما يطيع الله حبا له لا خوف عقابه، فلو لم يكن عقاب يخافه ما عصى الله، ففي الكلام محذوف تقديره لو لم يخف الله لم يعصه فكيف وقد خافه. وفي الحديث: أخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم أي احترسوا منها فإذا ظهر منها شئ فاقتلوه، المعنى اجعلوها تخافكم واحملوها على الخوف منكم لأنها إذا أرادتكم ورأتكم تقتلونها فرت منكم. وخاوفني فخفته أخوفه:
غلبته بما يخوف وكنت أشد خوفا منه. وطريق مخوف ومخيف:
تخافه الناس. ووجع مخوف ومخيف: يخيف من رآه، وخص يعقوب بالمخوف الطريق لأنه لا يخيف، وإنما يخيف قاطع الطريق، وخص بالمخيف الوجع أي يخيف من رآه. والإخافة: التخويف. وحائط مخوف إذا كان يخشى أن يقع هو، عن اللحياني. وثغر متخوف ومخيف: يخاف منه، وقيل: إذا كان الخوف يجئ من قبله. وأخاف الثغر: أفزع. ودخل القوم الخوف، منه، قال الزجاجي: وقول الطرماح:
إذا العرش إن حانت وفاتي، فلا تكن على شرجع يعلى بخضر المطارف ولكن أحن يومي سعيدا بعصمة، يصابون في فج من الأرض خائف (* قوله بعصمة كذا بالأصل ولعله بعصبة بالباء الموحدة.) هو فاعل في معنى مفعول. وحكى اللحياني: خوفنا أي رقق لنا القرآن والحديث حتى نخاف. والخوف: القتل. والخوف: القتال، وبه فسر اللحياني قوله تعالى: ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع، وبذلك فسر قوله أيضا: وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به. والخوف: العلم، وبه فسر اللحياني قوله تعالى: فمن خاف من موص جنفا أو إثما وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا. والخوف: أديم أحمر يقد منه أمثال السيور ثم يجعل على تلك السيور شذر تلبسه الجارية، الثلاثية عن كراع
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست