لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ٧
الله تعالى لأنه بدأ الخلق على ما أراد على غير مثال تقدمه. قال الليث: وقرئ بديع السماوات والأرض، بالنصب على وجه التعجب لما قال المشركون على معنى:
بدعا ما قلتم وبديعا اخترقتم، فنصبه على التعجب، قال: والله أعلم أهو ذلك أم لا، فأما قراءة العامة فالرفع، ويقولون هو اسم من أسماء الله سبحانه، قال الأزهري: ما علمت أحدا من القراء قرأ بديع بالنصب، والتعجب فيه غير جائز، وإن جاء مثله في الكلام فنصبه على المدح كأنه قال أذكر بديع السماوات والأرض. وسقاء بديع: جديد، وكذلك زمام بديع، وأنشد ابن الأعرابي في السقاء لأبي محمد الفقعسي:
ينصحن ماء البدن المسرى، نضح البديع الصفق المصفرا الصفق: أول ما يجعل في السقاء الجديد. قال الأزهري: فالبديع بمعنى السقاء والحبل فعيل بمعنى مفعول. وحبل بديع: جديد أيضا، حكاه أبو حنيفة. والبديع من الحبال: الذي ابتدئ فتله ولم يكن حبلا فنكث ثم غزل وأعيد فتله، ومنه قول الشماخ:
وأدمج دمج ذي شطن بديع والبديع: الزق الجديد والسقاء الجديد. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: تهامة كبديع العسل حلو أوله حلو آخره، شبهها بزق العسل لأنه لا يتغير هواؤها فأوله طيب وآخره طيب، وكذلك العسل لا يتغير وليس كذلك اللبن فإنه يتغير، وتهامة في فصول السنة كلها غداة ولياليها أطيب الليالي لا تؤذي بحر مفرط ولا قر مؤذ، ومنه قول امرأة من العرب وصفت زوجها فقالت: زوجي كليل تهامة لا حر ولا قر، ولا مخافة ولا سآمة. والبديع:
المبتدع والمبتدع. وشئ بدع، بالكسر، أي مبتدع. وأبدع الشاعر: جاء بالبديع. الكسائي: البدع في الخير والشر، وقد بدع بداعة وبدوعا، ورجل بدع وامرأة بدعة إذا كان غاية في كل شئ، كان عالما أو شريفا أو شجاعا، وقد بدع الأمر بدعا وبدعوه وابتدعوه ورجل بدع ورجال أبداع ونساء بدع وأبداع ورجل بدع غمر وفلان بدع في هذا الأمر أي بديع وقوم أبداع، عن الأخفش.
وأبدعت الإبل: بركت في الطريق من هزال أو داء أو كلال، وأبدعت هي: كلت أو عطبت، وقيل: لا يكون الإبداع إلا بظلع. يقال: أبدعت به راحلته إذا ظلعت، وأبدع وأبدع به وأبدع: كلت راحلته أو عطبت وبقي منقطعا به وحسر عليه ظهره أو قام به أي وقف به، قال ابن بري: شاهده قول حميد الأرقط:
لا يقدر الحمس على جبابه إلا بطول السير وانجذابه، وترك ما أبدع من ركابه وفي الحديث: أن رجلا أتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إني أبدع بي فاحملني أي انقطع بي لكلال راحلتي. وقال اللحياني: يقال أبدع فلان بفلان إذا قطع به وخذله ولم يقم بحاجته ولم يكن عند ظنه به، وأبدع به ظهره، قال الأفوه:
ولكل ساع سنة، ممن مضى، تنمي به في سعيه أو تبدع
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458