الله تعالى لأنه بدأ الخلق على ما أراد على غير مثال تقدمه. قال الليث: وقرئ بديع السماوات والأرض، بالنصب على وجه التعجب لما قال المشركون على معنى:
بدعا ما قلتم وبديعا اخترقتم، فنصبه على التعجب، قال: والله أعلم أهو ذلك أم لا، فأما قراءة العامة فالرفع، ويقولون هو اسم من أسماء الله سبحانه، قال الأزهري: ما علمت أحدا من القراء قرأ بديع بالنصب، والتعجب فيه غير جائز، وإن جاء مثله في الكلام فنصبه على المدح كأنه قال أذكر بديع السماوات والأرض. وسقاء بديع: جديد، وكذلك زمام بديع، وأنشد ابن الأعرابي في السقاء لأبي محمد الفقعسي:
ينصحن ماء البدن المسرى، نضح البديع الصفق المصفرا الصفق: أول ما يجعل في السقاء الجديد. قال الأزهري: فالبديع بمعنى السقاء والحبل فعيل بمعنى مفعول. وحبل بديع: جديد أيضا، حكاه أبو حنيفة. والبديع من الحبال: الذي ابتدئ فتله ولم يكن حبلا فنكث ثم غزل وأعيد فتله، ومنه قول الشماخ:
وأدمج دمج ذي شطن بديع والبديع: الزق الجديد والسقاء الجديد. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: تهامة كبديع العسل حلو أوله حلو آخره، شبهها بزق العسل لأنه لا يتغير هواؤها فأوله طيب وآخره طيب، وكذلك العسل لا يتغير وليس كذلك اللبن فإنه يتغير، وتهامة في فصول السنة كلها غداة ولياليها أطيب الليالي لا تؤذي بحر مفرط ولا قر مؤذ، ومنه قول امرأة من العرب وصفت زوجها فقالت: زوجي كليل تهامة لا حر ولا قر، ولا مخافة ولا سآمة. والبديع:
المبتدع والمبتدع. وشئ بدع، بالكسر، أي مبتدع. وأبدع الشاعر: جاء بالبديع. الكسائي: البدع في الخير والشر، وقد بدع بداعة وبدوعا، ورجل بدع وامرأة بدعة إذا كان غاية في كل شئ، كان عالما أو شريفا أو شجاعا، وقد بدع الأمر بدعا وبدعوه وابتدعوه ورجل بدع ورجال أبداع ونساء بدع وأبداع ورجل بدع غمر وفلان بدع في هذا الأمر أي بديع وقوم أبداع، عن الأخفش.
وأبدعت الإبل: بركت في الطريق من هزال أو داء أو كلال، وأبدعت هي: كلت أو عطبت، وقيل: لا يكون الإبداع إلا بظلع. يقال: أبدعت به راحلته إذا ظلعت، وأبدع وأبدع به وأبدع: كلت راحلته أو عطبت وبقي منقطعا به وحسر عليه ظهره أو قام به أي وقف به، قال ابن بري: شاهده قول حميد الأرقط:
لا يقدر الحمس على جبابه إلا بطول السير وانجذابه، وترك ما أبدع من ركابه وفي الحديث: أن رجلا أتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إني أبدع بي فاحملني أي انقطع بي لكلال راحلتي. وقال اللحياني: يقال أبدع فلان بفلان إذا قطع به وخذله ولم يقم بحاجته ولم يكن عند ظنه به، وأبدع به ظهره، قال الأفوه:
ولكل ساع سنة، ممن مضى، تنمي به في سعيه أو تبدع