قال: وكيف تصرفت الحال فالنون بدل من بدل من الهمزة، قال: وإنما ذهب مذهب إلى هذا لأنه لم ير النون أبدلت من الهمزة في غير هذا، قال: وكان يحتج في قولهم إن نون فعلان بدل من همزة فعلاء فيقول: ليس غرضهم هنا البدل الذي هو نحو قولهم في ذئب ذيب، وفي جؤنة جونة، وإنما يريدون أن النون تعاقب في هذا الموضع الهمزة كما تعاقب أم المعرفة التنوين أي لا تجتمع معه، فلما لم تجامعه قيل إنها بدل منه، وكذلك النون والهمزة. والأصناع: موضع، قال عمرو بن قميئة:
وضعت لدى الأصناع ضاحية، فهي السيوب وحطت العجل وقولهم: ما صنعت وأباك؟ تقديره مع أبيك لأن مع والواو جميعا لما كانا للاشتراك والمصاحبة أقيم أحدهما مقام الآخر، وإنما نصب لقبح العطف على المضمر المرفوع من غير توكيد، فإن وكدته رفعت وقلت: ما صنعت أنت وأبوك؟ واما الذي في حديث سعد: لو أن لأحدكم وادي مال مر على سبعة أسهم صنع لكلفته نفسه أن ينزل فيأخذها، قال ابن الأثير: كذا قال صنع، قاله الحربي، وأظنه صيغة أي مستوية من عمل رجل واحد. وفي الحديث: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت، قال جرير: معناه أن يريد الرجل أن يعمل الخير فيدعه حياء من الناس كأنه يخاف مذهب الرياء، يقول فلا يمنعنك الحياء من المضي لما أردت، قال أبو عبيد: والذي ذهب إليه جرير معنى صحيح في مذهبه ولكن الحديث لا تدل سياقته ولا لفظه على هذا التفسير، قال: ووجهه عندي أنه أراد بقوله إذا لم تستحي فاصنع ما شئت إنما هو من لم يستح صنع ما شاء على جهة الذم لترك الحياء، ولم يرد بقوله فاصنع ما شئت أن يأمره بذلك أمرا، ولكنه أمر معناه الخبر كقوله، صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، والذي يراد من الحديث أنه حث على الحياء، وأمر به وعاب تركه، وقيل: هو على الوعيد والتهديد اصنع ما شئت فإن الله مجازيك، وكقوله تعالى: اعملوا ما شئتم، وذكر ذلك كله مستوفى في موضعه، وأنشد:
إذا لم تخش عاقبة الليالي، ولم تستحي، فاصنع ما تشاء وهو كقوله تعالى: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. وقال ابن الأثير في ترجمة ضيع: وفي الحديث تعين ضائعا أي ذا ضياع من قفر أو عيال أو حال قصر عن القيام بها، قال: ورواه بعضهم بالصاد المهملة والنون، وقيل: إنه هو الصواب، وقيل: هو في حديث بالمهملة وفي آخر بالمعجمة، قال: وكلاهما صواب في المعنى.
* صنبع: الأزهري: تقول رأيته يصنبع لؤما. وصنيبعات:
موضع سمي بهذه الجماعة. أبو عمرو: الصنبعة الناقة الصلبة.
* صنتع: الصنتع: الشاب الشديد. وحمار صنتع: صلب الرأس ناتئ الحاجبين عريض الجبهة. وظليم صنتع: صلب الرأس، قال الطرماح بن حكيم:
صنتع لحاجبين خرطه البق ل بديا قبل استكاك الرياض قل: وهو فنعل من الصتع، وقال ابن بري: الصنتع في البيت من صفة عير تقدم ذكره في