ذلك صنعا، ومن قرأ صنع الله فعلى معنى ذلك صنع الله.
واصطنعه: اتخذه. وقوله تعالى: واصطنعتك لنفسي، تأويله اخترتك لإقامة حجتي وجعلتك بيني وبين خلقي حتى صرت في الخطاب عني والتبليغ بالمنزلة التي أكون أنا بها لو خاطبتهم واحتججت عليهم، وقال الأزهري: أي ربيتك لخاصة أمري الذي أردته في فرعون وجنوده. وفي حديث آدم:
قال لموسى، عليهما السلام: أنت كليم الله الذي اصطنعك لنفسه، قال ابن الأثير: هذا تمثيل لما أعطاه الله من منزلة التقريب والتكريم.
والاصطناع: افتعال من الصنيعة وهي العطية والكرامة والإحسان. وفي الحديث: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا توقدوا بليل نارا، ثم قال:
أوقدوا واصطنعوا فإنه لن يدرك قوم بعدكم مدكم ولا صاعكم، قوله اصطنعوا أي اتخذوا صنيعا يعني طعاما تنفقونه في سبيل الله. ويقال: اططنع فلان خاتما إذا سأل رجلا أن يصنع له خاتما.
وروى ابن عمر أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، اصطنع خاتما من ذهب كان يجعل فصه في باطن كفه إذا لبسه فصنع الناس ثم إنه رمى به، أي أمر أن يصنع له كما تقول اكتتب أي أمر أن يكتب له، والطاء بدل من تاء الافتعال لأجل الصاد.
واستصنع الشئ: دعا إلى صنعه، وقول أبي ذؤيب:
إذا ذكرت قتلى بكوساء أشعلت، كواهية الأخرات رث صنوعها قال بان سيده: صنوعها جمع لا أعرف له واحدا. والصناعة: حرفة الصانع، وعمله الصنعة. والصناعة: ما تستصنع من أمر، ورجل صنع اليد وصناع اليد من قوم صنعي الأيدي وصنع وصنع، وأما سيبويه فقال: لا يكسر صنع، استغنوا عنه بالواو والنون. ورجل صنيع اليدين وصنع اليدين، بكسر الصاد، أي صانع حاذق، وكذلك رجل صنع اليدين، بالتحريك، قال أبو ذؤيب:
وعليهما مسرودتان قضاهما داود، أو صنع السوابغ تبع هذه رواية الأصمعي ويروى: صنع السوابغ، وصنع اليد من قوم صنعي الأيدي وأصناع الأيدي، وحكى سيبويه الصنع مفردا.
وامرأة صناع اليد أي حاذقة ماهرة بعمل اليدين، وتفرد في المرأة من نسوة صنع الأيدي، وفي الصحاح: وامرأة صناع اليدين ولا يفرد صناع اليد في المذكر، قال ابن بري: والذي اختاره ثعلب رجل صنع اليد وامرأة صناع اليد، فيجعل صناعا للمرأة بمنزلة كعاب ورداح وحصان، وقال ابن شهاب الهذلي:
صناع بإشفاها، حصان بفرجها، جواد بقوت البطن، والعرق زاخر وجمع صنع عند سيبويه صنعون لا غير، وكذلك صنع، يقال: رجال صنع اليد، وجمع صناع صنع، وقال ابن درستويه: صنع مصدر وصف به مثل دنف وقمن، والأصل فيه عنده الكسر صنع ليكون بمنزلة دنف وقمن، وحكي أن فعله صنع يصنع صنعا مثل بطر بطرا، وحكى غيره أنه يقال رجل صنيع وامرأة صنيعة بمعنى صناع، وأنشد لحميد بن ثور: