لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ٢٠٩
ذلك صنعا، ومن قرأ صنع الله فعلى معنى ذلك صنع الله.
واصطنعه: اتخذه. وقوله تعالى: واصطنعتك لنفسي، تأويله اخترتك لإقامة حجتي وجعلتك بيني وبين خلقي حتى صرت في الخطاب عني والتبليغ بالمنزلة التي أكون أنا بها لو خاطبتهم واحتججت عليهم، وقال الأزهري: أي ربيتك لخاصة أمري الذي أردته في فرعون وجنوده. وفي حديث آدم:
قال لموسى، عليهما السلام: أنت كليم الله الذي اصطنعك لنفسه، قال ابن الأثير: هذا تمثيل لما أعطاه الله من منزلة التقريب والتكريم.
والاصطناع: افتعال من الصنيعة وهي العطية والكرامة والإحسان. وفي الحديث: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا توقدوا بليل نارا، ثم قال:
أوقدوا واصطنعوا فإنه لن يدرك قوم بعدكم مدكم ولا صاعكم، قوله اصطنعوا أي اتخذوا صنيعا يعني طعاما تنفقونه في سبيل الله. ويقال: اططنع فلان خاتما إذا سأل رجلا أن يصنع له خاتما.
وروى ابن عمر أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، اصطنع خاتما من ذهب كان يجعل فصه في باطن كفه إذا لبسه فصنع الناس ثم إنه رمى به، أي أمر أن يصنع له كما تقول اكتتب أي أمر أن يكتب له، والطاء بدل من تاء الافتعال لأجل الصاد.
واستصنع الشئ: دعا إلى صنعه، وقول أبي ذؤيب:
إذا ذكرت قتلى بكوساء أشعلت، كواهية الأخرات رث صنوعها قال بان سيده: صنوعها جمع لا أعرف له واحدا. والصناعة: حرفة الصانع، وعمله الصنعة. والصناعة: ما تستصنع من أمر، ورجل صنع اليد وصناع اليد من قوم صنعي الأيدي وصنع وصنع، وأما سيبويه فقال: لا يكسر صنع، استغنوا عنه بالواو والنون. ورجل صنيع اليدين وصنع اليدين، بكسر الصاد، أي صانع حاذق، وكذلك رجل صنع اليدين، بالتحريك، قال أبو ذؤيب:
وعليهما مسرودتان قضاهما داود، أو صنع السوابغ تبع هذه رواية الأصمعي ويروى: صنع السوابغ، وصنع اليد من قوم صنعي الأيدي وأصناع الأيدي، وحكى سيبويه الصنع مفردا.
وامرأة صناع اليد أي حاذقة ماهرة بعمل اليدين، وتفرد في المرأة من نسوة صنع الأيدي، وفي الصحاح: وامرأة صناع اليدين ولا يفرد صناع اليد في المذكر، قال ابن بري: والذي اختاره ثعلب رجل صنع اليد وامرأة صناع اليد، فيجعل صناعا للمرأة بمنزلة كعاب ورداح وحصان، وقال ابن شهاب الهذلي:
صناع بإشفاها، حصان بفرجها، جواد بقوت البطن، والعرق زاخر وجمع صنع عند سيبويه صنعون لا غير، وكذلك صنع، يقال: رجال صنع اليد، وجمع صناع صنع، وقال ابن درستويه: صنع مصدر وصف به مثل دنف وقمن، والأصل فيه عنده الكسر صنع ليكون بمنزلة دنف وقمن، وحكي أن فعله صنع يصنع صنعا مثل بطر بطرا، وحكى غيره أنه يقال رجل صنيع وامرأة صنيعة بمعنى صناع، وأنشد لحميد بن ثور:
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458