لسان العرب - ابن منظور - ج ٥ - الصفحة ٢٩
كالغفر من النبات. والغفر: الزئبر على الثوب، وقيل: أراد أن رمثها قد أغفرت أي أخرجت مغافيرها. والمغافير: شئ ينضحه شجر العرفط حلو كالناطف، قال: وهذا أشبه، ألا تراه وصف شجرها فقال:
وأبرم سلمها وأغدق إذخرها. والغفر: دويبة. والغفر:
منزل من منازل القمر ثلاثة أنجم صغار، وهي من الميزان.
وغفير: اسم وغفيرة: اسم امرأة. وبنو غافر: بطن. وبنو غفار، من كنانة: رهط أبي ذر الغفاري.
* غمر: الغمر: الماء الكثير. ابن سيده وغيره: ماء غمر كثير مغرق بين الغمورة، وجمعه غمار وغمور. وفي الحديث: مثل الصلوات الخمس كمثل نهر غمر، الغمر، بفتح الغين وسكون الميم: الكثير، أي يغمر من دخله ويغطيه. وفي الحديث: أعوذ بك من موت الغمر أي الغرق. ورجل غمر الرداء وغمر الخلق أي واسع الخلق كثير المعروف سخي، وإن كان رداؤه صغيرا، وهو بين الغمورة من قوم غمار وغمور، قال كثير:
غمر الرداء، إذا تبسم ضاحكا غلقت لضحكته رقاب المال وكله على المثل، وبحر غمر. يقال: ما أشد غمورة هذا النهر وبحار غمار وغمور. وغمر البحر: معظمه، وجمعه غمار وغمور، وقد غمر الماء (* قوله وقد غمر الماء ضبط في الأصل بضم الميم وعبارة القاموس وشرحه وغمر الماء يغمر من حد نصر كما في سائر النسخ ووجد في بعض أمهات اللغة مضبوطا بضم الميم). غمارة وغمورة، وكذلك الخلق.
وغمره الماء يغمره غمرا واغتمره: علاه وغطاه، ومنه قيل للرجل: غمره القوم يغمرونه إذا علوه شرفا. وجيش يغتمر كل شئ: يغطيه ويستغرقه، على المثل. والمغمور من الرجال: الذي ليس بمشهور. ونخل مغتمر: يشرب في الغمرة، عن أبي حنيفة، وأنشد قول لبيد في صفة نخل:
يشربن رفها عراكا غير صادرة فكلها كارع، في الماء، مغتمر وفي حديث معاوية: ولا خضت برجل غمرة إلا قطعتها عرضا، الغمرة: الماء الكثير، فضربه مثلا لقوة رأيه عند الشدائد، فإن من خاض الماء فقطعه عرضا ليس كمن ضعف واتبع الجرية حتى يخرج بعيدا من الموضع الذي دخل فيه. أبو زيد: يقال للشئ إذا كثر: هذا كثير غمير.
والغمر: الفرس الجواد. وفرس غمر: جواد كثير العدو واسع الجري، قال العجاج:
غمر الأجاري مسحا مهرجا والغمرة: الشدة. وغمرة كل شئ: منهمكه وشدته كغمرة الهم والموت ونحوهما. وغمرات الحرب والموت وغمارها: شدائدها، قال: وفارس في غمار الموت منغمس، إذا تألى على مكروهة صدقا وجمع الغمرة غمر مثل نوبة ونوب، قال القطامي يصف سفينة نوح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، ويذكر قصته مع قومه ويذكر الطوفان:
ونادى صاحب التنور نوح، وصب عليهم منه البوار وضجوا عند جيئته وفروا، ولا ينجي من القدر الحذار و جاش الماء منهمرا إليهم، كأن غثاءه خرق تسار
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست