لسان العرب - ابن منظور - ج ٥ - الصفحة ١٦٦
قال ذو الرمة:
لا بل هو الشوق من دار تخونها، مرا شمال ومرا بارح ترب يقال: فلان يصنع ذلك الأمر ذات المرار أي يصنعه مرارا ويدعه مرارا. والممر: موضع المرور والمصدر. ابن سيده: والمرة الفعلة الواحدة، والجمع مر ومرار ومرر ومرور، عن أبي علي ويصدقه قول أبي ذؤيب:
تنكرت بعدي أم أصابك حادث من الدهر، أم مرت عليك مرور؟
قال ابن سيده: وذهب السكري إلى أن مرورا مصدر ولا أبعد أن يكون كما ذكر، وإن كان قد أنث الفعل، وذلك أن المصدر يفيد الكثرة والجنسية. وقوله عز وجل: سنعذبهم مرتين، قال: يعذبون بالإيثاق والقتل، وقيل: بالقتل وعذاب القبر، وقد تكون التثنية هنا في معنى الجمع، كقوله تعالى: ثم ارجع البصر كرتين، أي كرات، وقوله عز وجل: أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا، جاء في التفسير: أن هؤلاء طائفة من أهل الكتاب كانوا يأخذون به وينتهون إليه ويقفون عنده، وكانوا يحكمون بحكم الله بالكتاب الذي أنزل فيه القرآن، فلما بعث النبي، صلى الله عليه وسلم، وتلا عليهم القرآن، قالوا: آمنا به، أي صدقنا به، إنه الحق من ربنا، وذلك أن ذكر النبي، صلى الله عليه وسلم، كان مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل فلم يعاندوا وآمنوا وصدقوا فأثنى الله تعالى عليهم خيرا، ويعطون أجرهم بالإيمان بالكتاب قبل محمد، صلى الله عليه وسلم، وبإيمانهم بمحمد، صلى الله عليه وسلم.
ولقيه ذات مرة، قال سيبويه: لا يستعمل ذات مرة إلا ظرفا. ولقيه ذات المرار أي مرارا كثيرة. وجئته مرا أو مرين، يريد مرة أو مرتين. ابن السكيت: يقال فلان يصنع ذلك تارات، ويصنع ذلك تيرا، ويصنع ذلك ذات المرار، معنى ذلك كله: يصنعه مرارا ويدعه مرارا.
والمرارة: ضد الحلاوة، والمر نقيض الخلو، مر الشئ يمر، وقال ثعلب: يمر مرارة، بالفتح، وأنشد:
لئن مر في كرمان ليلي، لطالما حلا بين شطي بابل فالمضيح وأنشد اللحياني:
لتأكلني، فمر لهن لحمي، فأذرق من حذاري أو أتاعا وأنشده بعضهم: فأفرق، ومعناهما: سلح. وأتاع أي قاء.
وأمر كمر: قال ثعلب:
تمر علينا الأرض من أن نرى بها أنيسا، ويحلولي لنا البلد القفر عداه بعلى لأن فيه معنى تضيق، قال: ولم يعرف الكسائي مر اللحم بغر ألف، وأنشد البيت:
ليمضغني العدى فأمر لحمي، فأشفق من حذاري أو أتاعا قال: ويدلك على مر، بغير ألف، البيت الذي قبله:
ألا تلك الثعالب قد توالت علي، وحالفت عرجا ضباعا لتأكلني، فمر لهن لحمي ابن الأعرابي: مر الطعام يمر، فهو مر، وأمره غيره ومره، ومر يمر من المرور. ويقال: لقد مررت من المرة أمر مرا ومرة، وهي
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست