الطير وذوات الخف والظلف، والجمع أمصرة ومصران مثل رغيف ورغفان، ومصارين جمع الجمع عند سيبويه. وقال الليث: المصارين خطأ، قال الأزهري:
المصارين جمع المصران، جمعته العرب كذلك على توهم النون أنها أصلية.
وقال بعضهم: مصير إنما هو مفعل من صار إليه الطعام، وإنما قالوا مصران كما قالوا في جمع مسيل الماء مسلان، شبهوا مفعلا بفعيل، وكذلك قالوا قعود وقعدان، ثم قعادين جمع الجمع، وكذلك توهموا الميم في المصير أنها أصلية فجمعوها على مصران كما قالوا لجماعة مصاد الجبل مصدان.
والمصر: الوعاء، عن كراع. ومصر: أحد أولاد نوح، عليه السلام، قال ابن سيده: ولست منه على ثقة. التهذيب: والماصر في كلامهم الحبل يلقى في الماء ليمنع السفن عن السير حتى يؤدي صاحبها ما عليه من حق السلطان، هذا في دجلة والفرات. ومصران الفارة: ضرب من ردئ التمر.
* مصطر: المصطار والمصطارة: الحامض من الخمر، قال عدي بن الرقاع:
مصطارة ذهبت في الرأس نشوتها، كأن شاربها مما به لمم أي كأن شاربها مما به ذو لمم، أو يكون التقدير: كأن شاربها من النوع الذي به لمم، وأوقع ما على من يعقل كما حكاه أبو زيد من قول العرب:
سبحان ما يسبح الرعد بحمده، وكما قالت كفار قريش للنبي، صلى الله عليه وسلم، حين تلا عليهم: إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون، قالوا: فالمسيح معبود فهل هو في جهنم؟ فأوقعوا ما على من يعقل، فأنزل الله تعالى: إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون.
قال: والقياس أن يكون أراد بقوله: وما تعبدون، الأصنام المصنوعة، وقال أيضا فاستعاره للبن:
نقري الضيوف، إذا ما أزمة أزمت، مصطار ماشية لم يعد أن عصرا قال أبو حنيفة: جعل اللبن بمنزلة الخمر فسماه مصطارا، يقول: إذا أجدب الناس سقيناهم اللبن الصريف وهو أحلى اللبن وأطيبه كما نسقي المصطار. قال أبو حنيفة: إنما أنكر قول من قال إن المصطار الحامض لأن الحامض غير مختار ولا ممدوح، وقد اختير المصطار كما ترى من قول عدي بن الرقاع وغيره، وأنشد الأزهري للأخطل يصف الخمر:
تدمى، إذا طعنوا فيها بجائفة، فوق الزجاج، عتيق غير مصطار (* في ديوان الأخطل: غير مسطار، بالسين، والمعنى هو هو في كلتا اللفظتين.) قالوا: المصطار الحديثة المتغيرة الطعم، قال الأزهري: وأحسب الميم فيها أصلية لأنها كلمة رومية ليست بعربية محضة وإنما يتكلم بها أهل الشام ووجد أيضا في أشعار من نشأ بتيك الناحية.
* مضر: مضر اللبن يمضر مضورا: حمض وابيض، وكذلك النبيذ إذا حمض. ومضر اللبن أي صار ماضرا، وهو الذي يحذي اللسان قبل أن يروب.
ولبن مضير: حامض شديد الحموضة، قال الليث: يقال إن مضر كان مولعا بشربه فسمي مضر به، قال ابن سيده: مضر اسم رجل قيل سمي به لأنه كان مولعا بشرب اللبن الماضر، وهو مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقيل: سمي به لبياض لونه من مضيرة الطبيخ.