لسان العرب - ابن منظور - ج ٥ - الصفحة ١٤٩
الصلاة: كفارتها أن تصليها إذا ذكرتها، وفي رواية: لا كفارة لها إلا ذلك. وتكرر ذكر الكفارة في الحديث اسما وفعلا مفردا وجمعا، وهي عبارة عن الفعلة والخصلة التي من شأنها أن تكفر الخطيئة أي تمحوها وتسترها، وهي فعالة للمبالغة، كقتالة وضرابة من الصفات الغالبة في باب الأسمية، ومعنى حديث قضاء الصلاة أنه لا يلزمه في تركها غير قضائها من غرم أو صدقة أو غير ذلك، كما يلزم المفطر في رمضان من غير عذر، والمحرم إذا ترك شيئا من نسكه فإنه تجب عليه الفدية. وفي الحديث: المؤمن مكفر أي مرزأ في نفسه وماله لتكفر خطاياه.
والكفر: العصا القصيرة، وهي التي تقطع من سعف النخل. ابن الأعرابي: الكفر الخشبة الغليظة القصيرة.
والكافور: كم العنب قبل أن ينور. والكفر والكفري والكفري والكفري والكفري: وعاء طلع النخل، وهو أيضا الكافور، ويقال له الكفرى والجفرى. وفي حديث الحسن: هو الطبيع في كفراه، الطبيع لب الطلع وكفراه، بالضم وتشديد الراء وفتح الفاء وضمها، هو وعاء الطلع وقشره الأعلى، وكذلك كافوره، وقيل: هو الطلع حين ينشق ويشهد للأول (* قوله ويشهد للأول إلخ هكذا في الأصل. والذي في النهاية: ويشهد للأول قوله في قشر الكفرى.) قوله في الحديث قشر الكفرى، وقيل: وعاء كل شئ من النبات كافوره. قال أبو حنيفة: قال ابن الأعرابي: سمعت أم رباح تقول هذه كفري وهذا كفري وكفري وكفراه وكفراه، وقد قالوا فيه كافر، وجمع الكافور كوافير، وجمع الكافر كوافر، قال لبيد:
جعل قصار وعيدان ينوء به، من الكوافر، مكموم ومهتصر والكافور: الطلع. التهذيب: كافور الطلعة وعاؤها الذي ينشق عنها، سمي كافورا لأنه قد كفرها أي غطاها، وقول العجاج:
كالكرم إذ نادى من الكافور كافور الكرم: الورق المغطي لما في جوفه من العنقود، شبهه بكافور الطلع لأنه ينفرج عما فيه أيضا. وفي الحديث: أنه كان اسم كنانة النبي، صلى الله عليه وسلم، الكافور تشبيها بغلاف الطلع وأكمام الفواكه لأنها تسترها وهي فيها كالسهام في الكنانة.
والكافور: أخلاط تجمع من الطيب تركب من كافور الطلع، قال ابن دريد:
لا أحسب الكافور عربيا لأنهم ربما قالوا القفور والقافور. وقوله عز وجل: إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا، قيل:
هي عين في الجنة. قال: وكان ينبغي أن لا ينصرف لأنه اسم مؤنث معرفة على أكثر من ثلاثة أحرف لكن صرفه لتعديل رؤوس الآي، وقال ثعلب: إنما أجراه لأنه جعله تشبيها ولو كان اسما للعين لم يصرفه، قال ابن سيده: قوله جعله تشبيها، أراد كان مزاجها مثل كافور. قال الفراء: يقال إنها عين تسمى الكافور، قال: وقد يكون كان مزاجها كالكافور لطيب ريحه، وقال الزجاج: يجوز في اللغة أن يكون طعم الطيب فيها والكافور، وجائز أن يمزج بالكافور ولا يكون في ذلك ضرر لأن أهل الجنة لا يمسهم فيها نصب ولا وصب. الليث: الكافور نبات له نور أبيض كنور الأقحوان، والكافور عين ماء في الجنة طيب الريح، والكافور
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست