يرون أنهم أفضل الخلق وأن لهم من الحق ما ليس لغيرهم، وهذه الصفة لا تكون إلا لله خاصة لأن الله، سبحانه وتعالى، هو الذي له القدرة والفضل الذي ليس لأحد مثله، وذلك الذي يستحق أن يقال له المتكبر، وليس لأحد أن يتكبر لأن الناس في الحقوق سواء، فليس لأحد ما ليس لغيره فالله المتكبر، وأعلم الله أن هؤلاء يتكبرون في الأرض بغير الحق أي هؤلاء هذه صفتهم، وروي عن ابن العباس أنه قال في قوله يتكبرون في الأرض بغير الحق: من الكبر لا من الكبر أي يتفضلون ويرون أنهم أفضل الخلق.
وقوله تعالى: لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس، أي أعجب.
أبو عمرو: الكابر السيد، والكابر الجد الأكبر. والإكبر والأكبر: شئ كأنه خبيص يابس فيه بعض اللين ليس بشمع ولا عسل وليس بشديد الحلاوة ولا عذب، تجئ النحل به كما تجئ بالشمع.
والكبرى: تأنيث الأكبر والجمع الكبر، وجمع الأكبر الأكابر والأكبرون، قال: ولا يقال كبر لأن ههذ البنية جعلت للصفة خاصة مثل الأحمر والأسود، وأنت لا تصف بأكبر كما تصف بأحمر، لا تقول هذا رجل أكبر حتى تصله بمن أو تدخل عليه الألف واللام. وفي الحديث:
يوم الحج الأكبر، قيل: هو يوم النحر، وقيل: يوم عرفة، وإنما سمي الحج الأكبر لأنهم يسمون العمرة الحج الأصغر. وفي حديث أبي هريرة:
سجد أحد الأكبرين في: إذا السماء انشقت، أراد الشيخين أبا بكر وعمر. وفي حديث مازن: بعث نبي من مضر بدين الله الكبر، جمع الكبرى، ومنه قوله تعالى: إنها لإحدى الكبر، وفي الكلام مضاف محذوف تقديره بشرائع دين الله الكبر. وقوله في الحديث: لا تكابروا الصلاة بمثلها من التسبيح في مقام واحد كأنه أراد لا تغالبوها أي خففوا في التسبيح بعد التسليم، وقيل: لا يكن التسبيح الذي في الصلاة أكثر منها ولتكن الصلاة زائدة عليه. شمر: يقال أتاني فلان أكبر النهار وشباب النهار أي حين ارتفع النهار، قال الأعشى:
ساعة أكبر النهار، كما شد محيل لبونه إعتاما يقول: قتلناهم أول النهار في ساعة قدر ما يشد المحيل أخلاف إبله لئلا يرضعها الفصلان. وأكبر الصبي أي تغوط، وهو كناية.
والكبريت: معروف، وقولهم أعز من الكبريت الأحمر، إنما هو كقولهم: أعز من بيض الأنوق. ويقال: ذهب كبريت أي خالص، قال رؤبة ابن العجاج بن رؤبة:
هل ينفعني كذب سختيت، أو فضة أو ذهب كبريت؟
والكبر: الأصف، فارسي معرب. والكبر: نبات له شوك. والكبر:
طبل له وجه واحد. وفي حديث عبد الله بن زيد صاحب الأذان: أنه أخذ عودا في منامه ليتخذ منه كبرا، رواه شمر في كتابه قال: الكبر بفتحتين الطبل فيما بلغنا، وقيل: هو الطبل ذو الرأسين، وقيل: الطبل الذي له وجه واحد. وفي حديث عطاء: سئل عن التعويذ يعلق على الحائط، فقال: إن كان في كبر فلا بأس أي في طبل صغير، وفي رواية: إن كان في قصبة، وجمعه كبار مثل جمل وجمال.
والأكابر: إحياء من بكر بن وائل، وهم شيبان وعامر وطلحة من بني تيم الله بن ثعلبة بن عكابة