لسان العرب - ابن منظور - ج ٥ - الصفحة ١٢٦
تعالى، وقد تكرر ذكرهما في الحديث، وهما من الكبر، بالكسر، وهو العظمة.
ويقال كبر بالضم يكبر أي عظم، فهو كبير. ابن سيده: الكبر نقيض الصغر، كبر كبرا وكبرا فهو كبير وكبار وكبار، بالتشديد إذا أفرط، والأنثى بالهاء، والجمع كبار وكبارون. واستعمل أبو حنيفة الكبر في البسر ونحوه من التمر، ويقال: علاه المكبر، والاسم الكبرة، بالفتح، وكبر بالضم يكبر أي عظم. وقال مجاهد في قوله تعالى: قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم، أي أعلمهم لأنه كان رئيسهم وأما أكبرهم في السن فروبيل والرئيس كان شمعون، قال الكسائي في روايته: كبيرهم يهوذا. وقوله تعالى: إنه لكبيركم الذي علمكم السحر، أي معلمكم ورئيسكم. والصبي بالحجاز إذا جاء من عند معلمه قال: جئت من عند كبيري. واستكبر الشئ: رآه كبيرا وعظم عنده، عن ابن جني. والمكبوراء: الكبار. ويقال: سادوك كابرا عن كابر أي كبيرا عن كبير، وورثوا المجد كابرا عن كابر، وأكبر أكبر. وفي حديث الأقرع والأبرص: ورثته كابرا عن كابر أي ورثته عن آبائي وأجدادي كبيرا عن كبير في العز والشرف. التهذيب: ويقال ورثوا المجد كابرا عن كابر أي عظيما وكبيرا عن كبير. وأكبرت الشئ أي استعظمته. الليث: الملوك الأكابر جماعة الأكبر ولا تجوز النكرة فلا تقول ملوك أكابر ولا رجال أكابر لأنه ليس بنعت إنما هو تعجب. وكبر الأمر: جعله كبيرا، واستكبره: رآه كبيرا، وأما قوله تعالى: فلما رأينه أكبرنه، فأكثر المفسرين يقولون: أعظمنه. وروي عن مجاهد أنه قال: أكبرنه حضن وليس ذلك بالمعروف في اللغة، وأنشد بعضهم:
نأتي النساء على أطهارهن، ولا نأتي النساء إذا أكبرن إكبارا قال أبو منصور: وإن صحت هذه اللفظة في اللغة بمعنى الحيض فلها مخرج حسن، وذلك أن المرأة أول ما تحيض فقد خرجت من حد الصغر إلى حد الكبر، فقيل لها: أكبرت أي حاضت فدخلت في حد الكبر الموجب عليها الأمر والنهي. وروي عن أبي الهيثم أنه قال: سألت رجلا من طئ فقلت: يا أخا طئ، ألك زوجة؟ قال: لا والله ما تزوجت وقد وعدت في ابنة عم لي، قلت: وما سنها؟ قال: قد أكبرت أو كبرت، قلت: ما أكبرت؟ قال: حاضت. قال أبو منصور: فلغة الطائي تصحح أن إكبار المرأة أول حيضها إلا أن هاء الكناية في قوله تعالى أكبرنه تنفي هذا المعنى، فالصحيح أنهن لما رأين يوسف راعهن جماله فأعظمنه. وروى الأزهري بسنده عن ابن عباس في قوله تعالى: فلما رأينه أكبرنه، قال: حضن، قال أبو منصور: فإن صحت الرواية عن ابن عباس سلمنا له وجعلنا الهاء في قوله أكبرنه هاء وقفة لا هاء كناية، والله أعلم بما أراد. واستكبار الكفار: أن لا يقولوا لا إله إلا الله، ومنه قوله: إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون، وهذا هو الكبر الذي قال النبي، صلى الله عليه وسلم: إن من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر لم يدخل الجنة، قال: يعني به الشرك، والله أعلم، لا أن يتكبر الإنسان على مخلوق مثله وهو مؤمن بربه. والاستكبار:
الامتناع عن قبول الحق معاندة وتكبرا. ابن بزرج: يقال هذه الجارية من كبرى بنات فلان ومن صغرى بناته، يريدون من صغار بناته، ويقولون من وسطى بنات
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست