لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٦٠٨
الباذخات: المراتب العاليات في الشرف والمجد. وعامر: اسم، وقد يسمى به الحي، أنشد سيبويه في الحي:
فلما لحقنا والجياد عشية، دعوا: يا لكلب، واعتزينا لعامر وأما قول الشاعر:
وممن ولدوا عام‍ - ر ذو الطول وذو العرض فإن أبا إسحق قال: عامر هنا اسم للقبيلة، ولذلك لم يصرفه، وقال ذو ولم يقل ذات لأنه حمله على اللفظ، كقول الآخر:
قامت تبكيه على قبره:
من لي من بعدك يا عامر؟
تركتني في الدار ذا غربة، قد ذل من ليس له ناصر أي ذات غربة فذكر على معنى الشخص، وإنما أنشدنا البيت الأول لتعلم أن قائل هذا امرأة وعمر وهو معدول عنه في حال التسمية لأنه لو عدل عنه في حال الصفة لقيل العمر يراد العامر. وعامر: أبو قبيلة، وهو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن. وعمير وعويمر وعمار ومعمر وعمارة وعمران ويعمر، كلها: أسماء، وقول عنترة: أحولي تنفض آستك مذرويها لتقتلني؟ فها أنا ذا عمارا هو ترخيم عمارة لأنه يهجو به عمارة بن زياد العبسي. وعمارة بن عقيل بن بلال بن جرير: أديب جدا. والعمران: عمرو بن جابر بن هلال بن عقيل بن سمي بن مازن بن فزارة، وبدر بن عمرو بن جؤية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة، وهما روقا فزارة، وأنشد ابن السكيت لقراد بن حبش الصاردي يذكرهما:
إذا اجتمع العمران: عمرو بن جابر وبدر بن عمرو، خلت ذبيان تبعا وألقوا مقاليد الأمور إليهما، جميعا قماء كارهين وطوعا والعامران: عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وهو أبو براء ملاعب الأسنة، وعامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب وهو أبو علي. والعمران: أبو بكر وعمر، رضي الله تعالى عنهما، وقيل: عمر يبن الخطاب وعمر بن عبد العزيز، رضي الله عنهما، قال معاذ الهراء: لقد قيل سيرة العمرين قبل خلافة عمر بن عبد العزيز لأنهم قالوا لعثمان يوم الدار: تسلك سيرة العمرين. قال الأزهري:
العمران أبو بكر وعمر، غلب عمر لأنه أخف الاسمين، قال: فان قيل كيف بدئ بعمر قبل أبي بكر وهو قبله وهو أفضل منه، فإن العرب تفعل هذا يبدأون بالأخس، يقولون: ربيعة ومضر وسليم وعامر ولم يترك قليلا ولا كثيرا، قال محمد بن المكرم: هذا الكلام من الأزهري فيه افتئات على عمر، رضي الله عنه، وهو قوله: إن العرب يبدأون بالأخس ولقد كان له غنية عن إطلاق هذا اللفظ الذي لا يليق بجلالة هذا الموضع المتشرف بهذين الاسمين الكريمين في مثال مضروب لعمر، رضي الله عنه، وكان قوله غلب عمر لأنه أخف الاسمين يكفيه ولا يتعرض إلى هجنة هذه العبارة، وحيث اضطر إلى مثل ذلك وأحوج نفسه إلى حجة أخرى فلقد كان قياد الألفاظ بيده وكان يمكنه أن يقول إن العرب يقدمون المفضول أو يؤخرون الأفضل أو الأشرف أو
(٦٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 603 604 605 606 607 608 609 610 611 612 613 ... » »»
الفهرست