لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٦٠٥
الوقوف بعرفة يوم عرفة. والعمرة: مأخوذة من الاعتمار، وهو الزيارة، ومعنى اعتمر في قصد البيت أنه إنما خص بهذا لأنه قصد بعمل في موضع عامر، ولذلك قيل للمحرم بالعمرة:
معتمر، وقال كراع: الاعتمار العمرة، سماها بالمصدر. وفي الحديث ذكر العمرة والاعتمار في غير موضع، وهو الزيارة والقصد، وهو في الشرع زيارة البيت الحرام بالشروط المخصوصة المعروفة. وفي حديث الأسود قال:
خرجنا عمارا فلما انصرفنا مررنا بأبي ذر، فقال: أحلقتم الشعث وقضيتم التفث عمارا؟ أي معتمرين، قال الزمخشري: ولم يجئ فيما أعلم عمر بمعنى اعتمر، ولكن عمر الله إذا عبده، وعمر فلان ركعتين إذا صلاهما، وهو يعمر ربه أي يصلي ويصوم. والعمار والعمارة: كل شئ على الرأس من عمامة أو قلنسوة أو تاج أو غير ذلك. وقد اعتمر أي تعمم بالعمامة، ويقال للمعتم:
معتمر، ومنه قول الأعشى:
فلما أتانا بعيد الكرى، سجدنا له ورفعنا العمارا أي وضعناه من رؤوسنا إعظاما له.
واعتمرة أي زاره، يقال: أتانا فلان معتمرا أي زائرا، ومنه قول أعشى باهلة:
وجاشت النفس لما جاء فلهم، وراكب، جاء من تثليث، معتمر قال الأصمعي: معتمر زائر، وقال أبو عبيدة: هو متعمم بالعمامة، وقول ابن أحمر:
يهل بالفرقد ركبانها، كما يهل الراكب المعتمر فيه قولان: قال الأصمعي: إذا انجلى لهم السحاب عن الفرقد أهلوا أي رفعوا أصواتهم بالتكبير كما يهل الراكب الذي يريد عمرة الحج لأنهم كانوا يهتدون بالفرقد، وقال غيره: يريد أنهم في مفازة بعيدة من المياه فإذا رأوا فرقدا، وهو ولد البقرة الوحشية، أهلوا أي كبروا لأنهم قد علموا أنهم قد قربوا من الماء. ويقال للاعتمار: القصد.
واعتمر الأمر: أمه وقصد له: قال العجاج:
لقد غزا ابن معمر، حين اعتمر، مغزى بعيدا من بعيد وضبر المعنى: حين قصد مغزى بعيدا. وضبر: جمع قوائمه ليثب.
والعمرة: أن يبني الرجل بامرأته في أهلها، فإن نقلها إلى أهله فذلك العرس، قاله ابن الأعرابي.
والعمار: الآس، وقيل: كل ريحان عمار. والعمار: الطيب الثناء الطيب الروائح، مأخوذ من العمار، وهو الآس.
والعمارة والعمارة: التحية، وقيل في قول الأعشى ورفعنا العمارا أي رفعنا له أصواتنا بالدعاء وقلنا عمرك الله وقيل: العمار ههنا الريحان يزين به مجلس الشراب، وتسميه الفرس ميوران، فإذا دخل عليهم داخل رفعوا شيئا منه بأيديهم وحيوه به، قال ابن بري: وصواب إنشاده ووضعنا العمارا فالذي يرويه ورفعنا العمارا، هو الريحان أو الدعاء أي استقبلناه بالريحان أو الدعاء له، والذي يرويه ووضعنا العمارا هو العمامة، وقيل: معناه عمرك الله وحياك، وليس بقوي، وقيل:
العمار هنا أكاليل الريحان يجعلونها على رؤوسهم كما تفعل العجم، قال ابن سيده: ولا أدري كيف هذا.
ورجل عمار: موقى مستور مأخوذ من العمر،
(٦٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 600 601 602 603 604 605 606 607 608 609 610 ... » »»
الفهرست