لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٦٠١
قطع السحاب وقلعه، والقطعة عكرة وعكرة. ورجل معكر: عنده عكرة. والعكرة:
أصل اللسان كالعكدة، وجمعها عكر.
والعكر، بالكسر: الأصل مثل العتر، ورجع فلان إلى عكره، قال الأعشى:
ليعودن لمعد عكرها، دلج الليل وتأخاذ المنح ويقال: باع فلان عكرة أرضه أي أصلها، وفي الصحاح: باع فلان عكره أي أصل أرضه. وفي الحديث: لما نزل قوله تعالى: اقترب للناس حسابهم، تناهى أهل الضلالة قليلا ثم عادوا إلى عكرهم عكر السوء أي أصل مذهبهم الردئ وأعمالهم السوء. ومنه المثل: عادت لعكرها لميس، وقيل: العكر العادة والديدن، وروي عكرهم، بفتحتين، ذهابا إلى الدنس والدرن، من عكر الزيت، والأول الوجه.
والعكركر: اللبن الغليظ، وأنشد:
فجعهم باللبن العكركر، غض لئيم المنتمى والعنصر وعاكر وعكير ومعكر وعكار: أسماء.
* عكبر: العكبر: شئ تجئ به النحل على أفخاذها وأعضادها فتجعله في الشهد مكان العسل. والعكابر: الذكور من اليرابيع.
* عمر: العمر والعمر والعمر: الحياة. يقال قد طال عمره وعمره، لغتان فصيحتان، فإذا أقسموا فقالوا: لعمرك فتحوا لا غير، والجمع أعمار. وسمي الرجل عمرا تفاؤلا أن يبقى. والعرب تقول في القسم: لعمري ولعمرك، يرفعونه بالابتداء ويضمرون الخبر كأنه قال:
لعمرك قسمي أو يميني أو ما أحلف به، قال ابن جني: ومما يجيزه القياس غير أن لم يرد به الاستعمال خبر العمر من قولهم: لعمرك لأقومن، فهذا مبتدأ محذوف الخبر، وأصله لو أظهر خبره: لعمرك ما أقسم به، فصار طول الكلام بجواب القسم عوضا من الخبر، وقيل: العمر ههنا الدين، وأيا كان فإنه لا يستعمل في القسم إلا مفتوحا.
وفي التنزيل العزيز: لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون، لم يقرأ إلا بالفتح، واستعمله أبو خراش في الطير فقال:
لعمر أبي الطير المرنة عذرة على خالد، لقد وقعت على لحم (* قوله: عذرة هكذا في الأصل).
أي لحم شريف كريم. وروي عن ابن عباس في قوله تعالى: لعمرك أي لحياتك. قال: وما حلف الله بحياة أحد إلا بحياة النبي، صلى الله عليه وسلم. وقال أبو الهيثم: النحويون ينكرون هذا ويقولون معنى لعمرك لدينك الذي تعمر وأنشد لعمر بن أبي ربيعة:
أيها المنكح الثريا سهيلا، عمرك الله كيف يجتمعان؟
قال: عمرك الله عبادتك الله، فنصب، وأنشد:
عمرك الله ساعة، حدثينا، وذرينا من قول من يؤذينا فأوقع الفعل على الله عز وجل في قوله عمرك الله. وقال الأخفش في قوله: لعمرك إنهم وعيشك وإنما يريد العمر. وقال أهل البصرة: أضمر له ما رفعه لعمرك المحلوف به. قال: وقال الفراء الأيمان يرفعها جواباتها. قال الجوهري: معنى لعمر الله وعمر الله أحلف ببقاء الله ودوامه، قال: وإذا
(٦٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 596 597 598 599 600 601 602 603 604 605 606 ... » »»
الفهرست