لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٥٥٦
ورجل أعر بين العرر والعرور: أجرب، وقيل: العرر والعرور الجرب نفسه كالعر، وقول أبي ذؤيب:
خليلي الذي دلى لغي خليلتي جهارا، فكل قد أصاب عرورها والمعرار من النخل: التي يصيبها مثل العر وهو الجرب، حكاه أبو حنيفة عن التوزي، واستعار العر والجرب جميعا للنخل وإنما هما في الإبل. قال: وحكى التوزي إذا ابتاع الرجل نخلا اشترط على البائع فقال: ليس لي مقمار ولا مئخار ولا مبسار ولا معرار ولا مغبار، فالمقمار: البيضاء البسر التي يبقى بسرها لا يرطب، والمئخار: التي تؤخر إلى الشتاء، والمغبار: التي يعلوها غبار، والمعرار: ما تقدم ذكره.
وفي الحديث: أن رجلا سأل آخر عن منزله فأخبره أنه ينزل بين حيين من العرب فقال: نزلت بين المعرة والمجرة، المجرة التي في السماء البياض المعروف، والمعرة ما وراءها من ناحية القطب الشمالي، سميت معرة لكثرة النجوم فيها، أراد بين حيين عظيمين لكثرة النجوم.
وأصل المعرة: موضع العر وهو الجرب ولهذا سموا السماء الجرباء لكثرة النجوم فيها، تشبيها بالجرب في بدن الإنسان.
وعاره معارة وعرارا: قاتله وآذاه. أبو عمرو: العرار القتال، يقال: عاررته إذا قاتلته. والعرة والمعرة: الشدة، وقيل:
الشدة في الحرب.
والمعرة: الإثم. وفي التنزيل: فتصيبكم منهم معرة بغير علم، قال ثعلب: هو من الجرب، أي يصيبكم منهم أمر تكرهونه في الديات، وقيل: المعرة الجناية أي جنايته كجناية العر وهو الجرب، وأنشد:
قل للفوارس من غزية إنهم، عند القتال، معرة الأبطال وقال محمد بن إسحق بن يسار: المعرة الغرم، يقول: لولا أن تصيبوا منهم مؤمنا بغير علم فتغرموا ديته فأما إثمه فإنه لم يخشه عليهم. وقال شمر: المعرة الأذى. ومعرة الجيش: أن ينزلوا بقوم فيأكلوا من زروعهم شيئا بغير عمل، وهذا الذي أراده عمر، رضي الله عنه، بقوله: اللهم إني أبرأ إليك من معرة الجيش، وقيل: هو قتال الجيش دون إذن الأمير. وأما قوله تعالى: لولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطأهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم، فالمعرة التي كانت تصيب المؤمنين أنهم لو كبسوا أهل مكة وبين ظهرانيهم قوم مؤمنون لم يتميزوا من الكفار، لم يأمنوا أن يطأوا المؤمنين بغير علم فيقتلوهم، فتلزمهم دياتهم وتلحقهم سبة بأنهم قتلوا من هو على دينهم إذ كانوا مختلطين بهم. يقول الله تعالى: لو تميز المؤمنون من الكفار لسلطناكم عليهم وعذبناهم عذابا أليما، فهذه المعرة التي صان الله المؤمنين عنها هي غرم الديات ومسبة الكفار إياهم، وأما معرة الجيش التي تبرأ منها عمر، رضي الله عنه، فهي وطأتهم من مروا به من مسلم أو معاهد، وإصابتهم إياهم في حريمهم وأموالهم وزروعهم بما لم يؤذن لهم فيه.
والمعرة: كوكب دون المجرة. والمعرة: تلون الوجه من الغضب، قال أبو منصور: جاء أبو العباس بهذا الحرف مشدد الراء، فإن كان من تمعر وجهه فلا تشديد فيه، وإن كان مفعلة من العر فالله أعلم.
وحمار أعر: سمين الصدر والعنق، وقيل: إذا كان السمن في صدره وعنقه أكثر منه في سائر
(٥٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 551 552 553 554 555 556 557 558 559 560 561 ... » »»
الفهرست