لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٥٥٤
وأعذر الرجل: أحدث.
والعاذر والعذرة: الغائط الذي هو السلح. وفي حديث ابن عمر: أنه كره السلت الذي يزرع بالعذرة، يريد الغائط الذي يلقيه الإنسان. والعذرة: فناء الدار. وفي حديث علي: أنه عاتب قوما فقال: ما لكم لا تنظفون عذراتكم؟ أي أفنيتكم. وفي الحديث: إن الله نظيف يحب النظافة فنظفوا عذراتكم ولا تشبهوا باليهود. وفي حديث رقيقة: وهذه عبداؤك بعذرات حرمك، وقيل: العذرة أصلها فناء الدار، وإياها أراد علي، رضي الله عنه، بقوله. قال أبو عبيد: وإنما سميت عذرات الناس بهذا لأنها كانت تلقى بالأفنية، فكني عنها باسم الفناء كما كني بالغائط وهي الأرض المطمئنة عنها، وقال الحطيئة يهجو قومه ويذكر الأفنية:
لعمري لقد جربتكم، فوجدتكم قباح الوجوه سيئي العذرات أراد: سيئين فحذف النون للإضافة، ومدح في هذه القصيدة إبله فقال:
مهاريس يروي رسلها ضيف أهلها، إذا النار أبدت أوجه الخفرات فقال له عمر: بئس الرجل أنت إبلك وتهجو قومك وفي الحديث: اليهود أنتن خلق الله عذرة، يجوز أن يعني به الفناء وأن يعني به ذا بطونهم، والجمع عذرات، قال ابن سيده: وإنما ذكرتها لأن العذرة لا تكسر، وإنه لبرئ العذرة من ذلك على المثل، كقولهم برئ الساحة. وأعذرت الدار أي كثر فيها العذرة. وتعذر من العذرة أي تلطخ. وعذره تعذيرا: لطخه بالعذرة.
والعذرة أيضا: المجلس الذي يجلس فيه القوم. وعذرة الطعام: أردأ ما يخرج منه فيرمى به، هذه عن اللحياني. وقال اللحياني: هي العذرة والعذبة. والعذر: النجح، عن ابن الأعرابي، وأنشد لمسكين الدارمي:
ومخاصم خاصمت في كبد، مثل الدهان، فكان لي العذر أي قاومته في مزلة فثبتت قدمي ولم تثبت قدمه فكان النجح لي. ويقال في الحرب: لمن العذر؟ أي النجح والغلبة.
الأصمعي: لقيت منه غادورا أي شرا، وهو لغة في العاثور أو لثغة.
وترك المطر به عاذرا أي أثرا. والعواذير: جمع العاذر، وهو الأثر. وفي حديث علي، رضي الله عنه: لم يبق لهم عاذر أي أثر.
والعاذر: العرق الذي يخرج منه دم المستحاضة، واللام أعرف (* يريد ان العاذل، باللام، الأصمعي عرف من العاذر، بالراء). والعاذرة: المرأة المستحاضة، فاعلة بمعنى مفعولة، من إقامة العذر، ولو قال إن العاذر هو العرف نفسه لأنه يقوم بعذر المرأة لكان وجها، والمحفوظ العاذل، باللام.
وقوله عز وجل: فالملقيات ذكرا عذرا أو نذرا، فسره ثعلب فقال: العذر والنذر واحد، قال اللحياني: وبعضهم يثقل، قال أبو جعفر: من ثقل أراد عذرا أو نذرا، كما تقول رسل في رسل، وقال الأزهري في قوله عز وجل: عذرا أو نذرا، فيه قولان: أحدهما أن يكون معناه فالملقيات ذكرا للإعذار والإنذار، والقول الثاني أنهما نصبا على البدل من قوله ذكرا، وفيه وجه ثالث وهو أن تنصبهما بقوله ذكرا، المعنى فالملقيات إن ذكرت عذرا أو نذرا، وهما اسمان يقومان مقام الإعذار والإنذار، ويجوز تخفيفهما وتثقيلهما معا.
(٥٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 549 550 551 552 553 554 555 556 557 558 559 ... » »»
الفهرست