لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٣٠٢
تقول: بنو فلان ألب واحد. وحشدوا أي جمعوا. بن الأعرابي في قول النبي، صلى الله عليه وسلم، أهل الجنة خمسة أصناف: منهم الذي لا ذبر له أي لا نطق له ولا لسان له يتكلم به من ضعفه، من قولك: ذبرت الكتاب أي قرأته. قال: وزبرته أي كتبته، ففرق بين ذبر وزبر. والذبر في الأصل: القراءة. وكتاب ذبر:
سهل القراءة، وقيل: المعنى لا فهم له من ذبرت الكتاب إذا فهمته وأتقنته، ويروى بالزاي وسيجئ. الأصمعي: الذبار الكتب، واحدها ذبر، قال ذو الرمة:
أقول لنفسي، واقفا عند مشرف، على عرصات كالذبار النواطق وبعض يقول: ذبر كتب. ويقال: ذبر يذبر إذا نظر فأحسن النظر. وفي حديث ابن جدعان: أنا مذابر أي ذاهب، والتفسير في الحديث.
وثوب مذبر: منمنم، يمانية.
والذبور: العلم والفقه بالشئ. وذبر الخبر: فهمه. ثعلب:
الذابر المتقن للعلم. يقال: ذبره يذبره، ومنه الخبر: كان معاذ يذبره عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أي يتقنه ذبرا وذبارة. ويقال: ما أرصن ذبارته. ابن الأعرابي: ذبر أتقن وذبر غضب والذابر المتقن، ويروى بالدال وقد تقدم. وفي حديث النجاشي: ما أحب أن لي ذبرا من ذهب أي جبلا بلغتهم، ويروى بالدال وقد تقدم.
* ذحر: قال الأزهري: لم أجده مستعملا في شئ من كلامهم.
* ذخر: ذخر الشئ يذخره ذخرا واذخره اذخارا: اختاره، وقيل: اتخذه، وكذلك اذخرته، وهو افتعلت. وفي حديث الضحية: كلوا وادخروا، وأصله اذتخره فثقلت التاء التي للافتعال مع الذال فقلبت ذالا وأدغمت فيها الذال الأصلية فصارت ذالا مشددة، ومثله الأذكار من الذكر. وقال الزجاج في قوله تعالى: تدخرون في بيوتكم، أصله تذتخرون لأن الذال حرف مجهور لا يمكن النفس أن يجري معه لشدة اعتماده في مكانه والتاء مهموسة، فأبدل من مخرج التاء حرف مجهور يشبه الذال في جهرها وهو الدال فصار تدخرون، وأصل الإدغام أن تدغم الأول في الثاني. قال: ومن العرب من يقول تذخرون، بذال مشددة، وهو جائز والأول أكثر.
والذخيرة: واحدة الذخائر، وهي ما ادخر، قال:
لعمرك ما مال الفتى بذخيرة، ولكن إخوان الصفاء الذخائر وكذلك الذخر، والجمع أذخار. وذخر لنفسه حديثا حسنا:
أبقاه، وهو مثل بذلك. وفي حديث أصحاب المائدة: أمروا أن لا يدخروا فادخروا، قال ابن الأثير: هكذا ينطق بها، بالدال المهملة. وأصل الادخار إذ تخار، وهو افتعال من الذخر. ويقال: إذ تخر يذتخر فهو مذتخر، فلما أرادوا أن يدغموا ليخف النطق قلبوا التاء إلى ما يقاربها من الحروف، وهو الدال المهملة، لأنهما من مخرج واحد فصارت اللفظة مذدخر بذال ودال، ولهم فيه حينئذ مذهبان:
أحدهما، وهو الأكثر، أن تقلب الذال المعجمة دالا مشددة، والثاني، وهو الأقل، أن تقلب الدال المهملة ذالا وتدغم فيها فتصير ذالا مشددة معجمة، وهذا العمل مطرد في أمثاله نحو ادكر واذكر، واتغر واثغر. والمذخر: العفج.
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»
الفهرست