لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٢٩
نظائر. قال الجوهري: والأصل فيها مؤمرة على مفعلة، كما قال، صلى الله عليه وسلم: ارجعن مأزورات غير مأجورات، وإنما هو موزورات من الوزر فقيل مأزورات على لفظ مأجورات ليزدوجا. وقال أبو زيد: مهرة مأمورة التي كثر نسلها، يقولون: أمر الله المهرة أي كثر ولدها. وأمر القوم أي كثروا، قال الأعشى:
طرفون ولادون كل مبارك، أمرون لا يرثون سهم القعدد ويقال: أمرهم الله فأمروا أي كثروا، وفيه لغتان: أمرها فهي مأمورة، وآمرها فهي مؤمرة، ومنه حديث أبي سفيان: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة وارتفع شأنه، يعني النبي، صلى الله عليه وسلم، ومنه الحديث: أن رجلا قال له: ما لي أرى أمرك يأمر؟
فقال: والله ليأمرن أي يزيد على ما ترى، ومنه حديث ابن مسعود: كنا نقول في الجاهلية قد أمر بنو فلان أي كثروا. وأمر الرجل، فهو أمر: كثرت ماشيته. وآمره الله: كثر نسله وماشيته، ولا يقال أمره، فأما قوله: ومهرة مأمورة فعلى ما قد أنس به من الاتباع، ومثله كثير، وقيل: آمره وأمره لغتان. قال أبو عبيدة: آمرته، بالمد، وأمرته لغتان بمعنى كثرته. وأمر هو أي كثر فخرج على تقدير قولهم علم فلان وأعلمته أنا ذلك، قال يعقوب: ولم يقله أحد غيره. قال أبو الحسن: أمر ماله، بالكسر، أي كثر. وأمر بنو فلان إيمارا: كثرت أموالهم. ورجل أمور بالمعروف، وقد ائتمر بخير: كأن نفسه أمرته به فقبله.
وتأمروا على الأمر وائتمروا: تماروا وأجمعوا آراءهم.
وفي التنزيل: إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك، قال أبو عبيدة: أي يتشاورون عليك ليقتلوك، واحتج بقول النمر بن تولب:
أحار بن عمرو فؤادي خمر، ويعدو على المرء ما يأتمر قال غيره: وهذا الشعر لامرئ القيس. والخمر: الذي قد خالطه داء أو حب. ويعدو على المرء ما يأتمر أي إذا ائتمر أمرا غير رشد عدا عليه فأهلكه. قال القتيبي: هذا غلط، كيف يعدو على المرء ما شاور فيه والمشاورة بركة، وإنما أراد يعدو على المرء ما يهم به من الشر. قال وقوله: إن الملأ يأتمرون بك، أي يهمون بك، وأنشد:
إعلمن أن كل مؤتمر مخطئ في الرأي، أحيانا قال: يقول من ركب أمرا بغير مشورة أخطأ أحيانا. قال وقوله:
وأتمروا بينكم بمعروف، أي هموا به واعتزموا عليه، قال: ولو كان كما قال أبو عبيدة لقال: يتأمرون بك. وقال الزجاج: معنى قوله:
يأتمرون بك، يأمر بعضهم بعضا بقتلك. قال أبو منصور: ائتمر القوم وتآمروا إذا أمر بعضهم بعضا، كما يقال اقتتل القوم وتقاتلوا واختصموا وتخاصموا، ومعنى يأتمرون بك أي يؤامر بعضهم بعضا بقتلك وفي قتلك، قال: وجائز أن يقال ائتمر فلان رأيه إذا شاور عقله في الصواب الذي يأتيه، وقد يصيب الذي يأتمر رأيه مرة ويخطئ أخرى. قال: فمعنى قوله يأتمرون بك أي يؤامر بعضهم بعضا فيك أي في قتلك أحسن من قول القتيبي إنه بمعنى يهمون بك. قال: وأما قوله: وأتمروا بينكم بمعروف، فمعناه، والله أعلم، ليأمر بعضكم بعضا بمعروف، قال وقوله:
اعلمن أن كل مؤتمر معناه أن من ائتمر رأيه في كل ما ينوبه يخطئ أحيانا، وقال العجاج:
لما رأى تلبيس أمر مؤتمر تلبيس أمر أي تخليط أمر. مؤتمر أي اتخذ أمرا.
يقال: بئسما ائتمرت لنفسك. وقال شمر في تفسير حديث عمر، رضي الله عنه: الرجال ثلاثة: رجل إذا نزل به أمر ائتمر رأيه، قال شمر: معناه ارتأى وشاور نفسه قبل أن يواقع ما يريد، قال وقوله:
أعلمن أن كل مؤتمر
(٢٩)
مفاتيح البحث: القتل (1)، الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست