الحرف، يأمره أمرا وإمارا فأتمر أي قبل أمره، وقوله:
وربرب خماص يأمرن باقتناص إنما أراد أنهن يشوقن من رآهن إلى تصيدها واقتناصها، وإلا فليس لهن أمر. وقوله عز وجل: وأمرنا لنسلم لرب العالمين، العرب تقول: أمرتك أن تفعل ولتفعل وبأن تفعل، فمن قال: أمرتك بأن تفعل فالباء للإلصاق والمعنى وقع الأمر بهذا الفعل، ومن قال أمرتك أن تفعل فعلى حذف الباء، ومن قال أمرتك لتفعل فقد أخبرنا بالعلة التي لها وقع الأمر، والمعنى أمرنا للإسلام. وقوله عز وجل: أتى أمر الله فلا تستعجلوه، قال الزجاج: أمر الله ما وعدهم به من المجازاة على كفرهم من أصناف العذاب، والدليل على ذلك قوله تعالى: حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور، أي جاء ما وعدناهم به، وكذلك قوله تعالى: أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا، وذلك أنهم استعجلوا العذاب واستبطؤوا أمر الساعة، فأعلم الله أن ذلك في قربه بمنزلة ما قد أتى كما قال عز وجل: اقتربت الساعة وانشق القمر، وكما قال تعالى: وما أمر الساعة إلا كلمح البصر. وأمرته بكذا أمرا، والجمع الأوامر.
والأمير: ذو الأمر. والأمير: الآمر، قال:
والناس يلحون الأمير، إذا هم خطئوا الصواب، ولا يلام المرشد وإذا أمرت من أمر قلت: مر، وأصله أؤمر، فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة الأصلية فزال الساكن فاستغني عن الهمزة الزائدة، وقد جاء على الأصل. وفي التنزيل العزيز: وأمر أهلك بالصلاة، وفيه: خذ العفو وأمر بالعرف.
والأمر: واحد الأمور، يقال: أمر فلان مستقيم وأموره مستقيمة. والأمر: الحادثة، والجمع أمور، لا يكسر على غير ذلك. وفي التنزيل العزيز: ألا إلى الله تصير الأمور. وقوله عز وجل: وأوحى في كل سماء أمرها، قيل: ما يصلحها، وقيل: ملائكتها، كل هذا عن الزجاج. والآمرة: الأمر، وهو أحد المصادر التي جاءت على فاعلة كالعافية والعاقبة والجازية والخاتمة.
وقالوا في الأمر: أومر ومر، ونظيره كل وخذ، قال ابن سيده، وليس بمطرد عند سيبويه. التهذيب: قال الليث: ولا يقال أومر، ولا أوخذ منه شيئا، ولا أوكل، إنما يقال مر وكل وخذ في الابتداء بالأمر استثقالا للضمتين، فإذا تقدم قبل الكلام واو أو فاء قلت:
وأمر فأمر كما قال عز وجل: وأمر أهلك بالصلاة، فأما كل من أكل يأكل فلا يكاد يدخلون فيه الهمزة مع الفاء والواو، ويقولون:
وكلا وخذا وارفعاه فكلاه ولا يقولون فأكلاه، قال: وهذه أحرف جاءت عن العرب نوادر، وذلك أن أكثر كلامها في كل فعل أوله همزة مثل أبل يأبل وأسر يأسر أن يكسروا يفعل منه، وكذلك أبق يأبق، فإذا كان الفعل الذي أوله همزة ويفعل منه مكسورا مردودا إلى الأمر قيل: إيسر يا فلان، إيبق يا غلام، وكأن أصله إأسر بهمزتين فكرهوا جمعا بين همزتين فحولوا إحداهما ياء إذ كان ما قبلها مكسورا، قال: وكان حق الأمر من أمر يأمر أن يقال أؤمر أؤخذ أؤكل بهمزتين، فتركت الهمزة الثانية وحولت واوا للضمة فاجتمع في الحرف ضمتان بينهما واو والضمة