معناه ذووبواء. وفي الحديث أنه قال: الجراحات بواء يعني أنها متساوية في القصاص، وأنه لا يقتص للمجروح الا من جارحه الجاني، ولا يؤخذ إلا مثل جراحته سواء وما يساويها في الجرح، وذلك البواء. وفي حديث الصادق: قيل له: ما بال العقرب مغتاظة على بني آدم؟ فقال: تريد البواء أي تؤذي كما تؤذى. وفي حديث علي رضي الله عنه: فيكون الثواب جزاء والعقاب بواء.
وباء فلان بفلان: إذا كان كفأ له يقتل به، ومنه قول المهلهل لابن الحرث بن عباد حين قتله: بؤ بشسع نعلي كليب، معناه: كن كفأ لشسع نعليه. وباء الرجل بصاحبه: إذا قتل به. يقال: باءت عرار بكحل، وهما بقرتان قتلت إحداهما بالأخرى، ويقال: بؤ به أي كن ممن يقتل به. وأنشد الأحمر لرجل قتل قاتل أخيه، فقال:
فقلت له بؤ بامرئ لست مثله، * وإن كنت قنعانا لمن يطلب الدما يقول: أنت، وإن كنت في حسبك مقنعا لكل من طلبك بثأر، فلست مثل أخي.
وإذا أقص السلطان رجلا برجل قيل: أباء فلانا بفلان. قال طفيل الغنوي:
أباء بقتلانا من القوم ضعفهم، * وما لا يعد من أسير مكلب قال أبو عبيد: فان قتله السلطان بقود قيل: قد أقاد السلطان فلانا وأقصه وأباءه وأصبره. وقد أبأته أبيئه إباءة. قال ابن السكيت في قول زهير بن أبي سلمى:
فلم أر معشرا أسروا هديا، * ولم أر جار بيت يستباء قال: الهدي ذو الحرمة، وقوله يستباء أي يتبوأ، تتخذ امرأته أهلا، وقال أبو عمرو الشيباني: يستباء، من البواء، وهو القود. وذلك أنه أتاهم يريد أن يستجير بهم فأخذوه، فقتلوه برجل منهم. وقول التغلبي:
ألا تنتهي عنا ملوك، وتتقي * محارمنا لا يبأء الدم بالدم أراد: حذار أن يباء الدم بالدم، ويروى: لا يبؤء الدم بالدم أي حذار أن تبوء دماؤهم بدماء من قتلوه. وبوأ الرمح نحوه: قابله به، وسدده نحوه. وفي الحديث: أن رجلا بوأ رجلا برمحه، أي سدده قبله وهيأه. وبوأهم منزلا: نزل بهم إلى سند جبل. وأبأت بالمكان: أقمت به. وبوأتك بيتا: اتخذت لك بيتا. وقوله عز وجل: أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا، أي اتخذا. أبو زيد: أبأت القوم منزلا وبوأتهم منزلا تبويئا، وذلك إذا نزلت بهم إلى سند جبل، أو قبل نهر.
والتبوؤ: أن يعلم الرجل الرجل على المكان إذا أعجبه لينزله.
وقيل: تبوأه: أصلحه وهيأه. وقيل: تبوأ فلان منزلا: إذا نظر إلى أسهل ما يرى وأشده استواء وأمكنه لمبيته، فاتخذه، وتبوأ: نزل وأقام، والمعنيان قريبان. والمباءة: معطن القوم للإبل، حيث تناخ في الموارد. وفي الحديث:
قال له رجل: أصلي في مباءة الغنم؟ قال: نعم، أي منزلها الذي تأوي إليه، وهو المتبوأ أيضا. وفي الحديث أنه قال: في المدينة ههنا المتبوأ. وأباءه منزلا وبوأه إياه وبوأه له وبوأه فيه، بمعنى هيأه له وأنزله ومكن له فيه. قال: