لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ٤٠٠
وليس بالكثير، ولم يذكر في غير الشعر. قال: وأراد به في هذا الحديث المولى أو السيد، يعني أن الأمة تلد لسيدها ولدا، فيكون كالمولى لها، لأنه في الحسب كأبيه. أراد: أن السبي يكثر، والنعمة تظهر في الناس، فتكثر السراري . وفي حديث إجابة المؤذن: اللهم رب هذه الدعوة أي صاحبها، وقيل: المتمم لها ، والزائد في أهلها والعمل بها، والإجابة لها. وفي حديث أبي هريرة، رضي الله عنه: لا يقل المملوك لسيده: ربي، كره أن يجعل مالكه ربا له، لمشاركة الله في الربوبية، فأما قوله تعالى: اذكرني عند ربك، فإنه خاطبهم على المتعارف عندهم، وعلى ما كانوا يسمونهم به، ومنه قول السامري: وانظر إلى إلهك أي الذي اتخذته إلها. فأما الحديث في ضالة الإبل: حتى يلقاها ربها، فإن البهائم غير متعبدة ولا مخاطبة، فهي بمنزلة الأموال التي تجوز إضافة مالكيها إليها، وجعلهم أربابا لها. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: رب الصريمة ورب الغنيمة.
وفي حديث عروة بن مسعود، رضي الله عنه: لما أسلم وعاد إلى قومه، دخل منزله، فأنكر قومه دخوله، قبل أن يأتي الربة، يعني اللات، وهي الصخرة التي كانت تعبدها ثقيف بالطائف. وفي حديث وفد ثقيف: كان لهم بيت يسمونه الربة، يضاهئون به بيت الله تعالى، فلما أسلموا هدمه المغيرة. وقوله عز وجل: ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبدي، فيمن قرأ به، فمعناه، والله أعلم: ارجعي إلى صاحبك الذي خرجت منه، فادخلي فيه، والجمع أرباب وربوب. وقوله عز وجل: إنه ربي أحسن مثواي، قال الزجاج: إن العزيز صاحبي أحسن مثواي، قال: ويجوز أن يكون:
الله ربي أحسن مثواي.
والربيب: الملك، قال امرؤ القيس:
فما قاتلوا عن ربهم وربيبهم، * ولا آذنوا جارا، فيظعن سالما أي ملكهم.
وربه يربه ربا: ملكه. وطالت مربتهم الناس وربابتهم أي مملكتهم، قال علقمة بن عبدة:
وكنت امرأ أفضت إليك ربابتي، * وقبلك ربتني، فضعت، ربوب (1) (1 قوله وكنت امرأ إلخ كذا أنشده الجوهري وتبعه المؤلف. وقال الصاغاني والرواية وأنت امرؤ. يخاطب الشاعر الحرث بن جبلة، ثم قال والرواية المشهورة أمانتي بدل ربابتي.) ويروى ربوب، وعندي أنه اسم للجمع.
وإنه لمربوب بين الربوبة أي لمملوك، والعباد مربوبون لله، عز وجل، أي مملوكون. ورببت القوم: سستهم أي كنت فوقهم.
وقال أبو نصر: هو من الربوبية، والعرب تقول: لأن يربني فلان أحب إلي من أن يربني فلان، يعني أن يكون ربا فوقي، وسيدا يملكني، وروي هذا عن صفوان بن أمية، أنه قال يوم حنين، عند الجولة التي كانت من المسلمين، فقال أبو سفيان: غلبت والله هوازن، فأجابه صفوان وقال:
بفيك الكثكث، لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن.
ابن الأنباري: الرب ينقسم على ثلاثة أقسام: يكون الرب المالك، ويكون الرب السيد المطاع،
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805