لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ٢٤٥
كانوا يفعلون. أي جوزوا. وقال اللحياني: أثابه الله مثوبة حسنة. ومثوبة، بفتح الواو، شاذ، منه. ومنه قراءة من قرأ: لمثوبة من عند الله خير. وقد أثوبه الله مثوبة حسنة، فأظهر الواو على الأصل.
وقال الكلابيون: لا نعرف المثوبة، ولكن المثابة.
وثوبه الله من كذا: عوضه، وهو من ذلك.
واستثابه: سأله أن يثيبه.
وفي حديث ابن التيهان، رضي الله عنه: أثيبوا أخاكم أي جازوه على صنيعه. يقال: أثابه يثيبه إثابة، والاسم الثواب، ويكون في الخير والشر، إلا أنه بالخير أخص وأكثر استعمالا. وأما قوله في حديث عمر، رضي الله عنه: لا أعرفن أحدا انتقص من سبل الناس إلى مثاباتهم شيئا. قال ابن شميل: إلى مثاباتهم أي إلى منازلهم ، الواحد مثابة، قال: والمثابة المرجع. والمثابة:
المجتمع والمنزل، لأن أهله يثوبون إليه أي يرجعون. وأراد عمر، رضي الله عنه، لا أعرفن أحدا اقتطع شيئا من طرق المسلمين وأدخله داره. ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها، وقولها في الأحنف: أبي كان يستجم مثابة سفهه. وفي حديث عمرو ابن العاص، رضي الله عنه ، قيل له في مرضه الذي مات فيه: كيف تجدك؟
قال: أجدني أذوب ولا أثوب أي أضعف ولا أرجع إلى الصحة.
ابن الأعرابي: يقال لأساس البيت مثابات. قال: ويقال لتراب الأساس النثيل. قال: وثاب إذا انتبه، وآب إذا رجع، وتاب إذا أقلع.
والمثاب: طي الحجارة يثوب بعضها على بعض من أعلاه إلى أسفله. والمثاب: الموضع الذي يثوب منه الماء، ومنه بئر ما لها ثائب.
والثوب: اللباس، واحد الأثواب، والثياب، والجمع أثوب، وبعض العرب يهمزه فيقول أثؤب، لاستثقال الضمة على الواو، والهمزة أقوى على احتمالها منها، وكذلك دار وأدؤر وساق وأسؤق، وجميع ما جاء على هذا المثال. قال معروف بن عبد الرحمن:
لكل دهر قد لبست أثؤبا، حتى اكتسى الرأس قناعا أشيبا، أملح لا لذا، ولا محببا وأثواب وثياب. التهذيب: وثلاثة أثوب، بغير همز، وأما الأسؤق والأدؤر فمهموزان، لأن صرف أدؤر على دار، وكذلك أسؤق على ساق، والأثوب حمل الصرف فيها على الواو التي في الثوب نفسها، والواو تحتمل الصرف من غير انهماز. قال: ولو طرح الهمز من أدؤر وأسؤق لجاز على أن ترد تلك الألف إلى أصلها، وكان أصلها الواو، كما قالوا في جماعة الناب من الإنسان أنيب، همزوا لأن أصل الألف في الناب ياء (1) (1 قوله همزوا لأن أصل الألف إلخ كذا في النسخ ولعله لم يهمزوا كما يفيده التعليل بعده.)، وتصغير ناب نييب، ويجمع أنيابا.
ويقال لصاحب الثياب: ثواب. وقوله عز وجل: وثيابك فطهر. قال ابن عباس ، رضي الله عنهما، يقول: لا تلبس ثيابك على معصية، ولا على فجور كفر، واحتج بقول الشاعر:
إني بحمد الله، لا ثوب غادر * لبست، ولا من خزية أتقنع
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805