شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٣ - الصفحة ١٥٣
فكسر كما في بصرى - بكسر الفاء - ودهرى - بالضم - على غير القياس قال سيبويه (1): لو كان مفتوح العين لم يغير هيبان (2) وتيحان (3)
(1) قال سيبويه (ح 2 ص 371 و 372): " وكان الخليل يقول: سيد فيعل وإن لم يكن فيعل في غير المعتل، لانهم قد يخصون المعتل بالبناء لا يخصون به غيره من غير المعتل، ألا تراهم قالوا: كينونة، والقيدود لأنه الطويل في غير السماء، وإنما هو من قاد يقود، ألا ترى أنك تقول: جمل منقاد وأقود، فأصلهما فيعلولة، وليس في غير المعتل فيعلول مصدرا، وقالوا: قضاة، فجاءوا به على فعلة في الجمع، ولا يكون في غير المعتل للجمع، ولو أرادوا فيعل لتركوه مفتوحا كما قالوا:
تيحان وهيبان، وقد قال غيره هو فيعل (بفتح العين)، لأنه ليس في غير المعتل فيعل (بكسر العين) وقالوا: غيرت الحركة، لان الحركة قد تقلب إذا غير الاسم، ألا تراهم قالوا: بصرى، وقالوا: أموي، وقالوا: أخت، وأصله الفتح، وقالوا:
دهري؟ فكذلك غيروا حركة فيعل، وقول الخليل أعجب إلى، لأنه قد جاء في المعتل بناء لم يجئ في غيره، ولأنهم قالوا: هيبان وتيحان فلم يكسروا، وقد قال بعض العرب:
* ما بال عيني كالشعيب العين * فإنما يحمل هذا على الاضطراد حيث تركوها مفتوحة فيما ذكرت لك، ووجدت بناء في المعتل لم يكن في غيره ولا تحمله على الشاذ الذي لا يطرد، فقد وجدت سبيلا إلى أن يكون فيعلا (بكسر العين) وأما قولهم: ميت وهين ولين فأنهم يحذفون العين كما يحذفون الهمزة من هائر لاستثقالهم الياءات كذلك حذفوها في كينونة وقيدودة وصيرورة لما كانوا يحذفونها في العدد الأقل ألزموهن الحذف إذا كثر عددهن وبلغن الغاية في العدد إلا حرفا واحدا، وإنما أرادوا بهن مثال عيضموز " اه (2) الهيبان: الجبان، وهو أيضا الراعي، وزبد أفواه الإبل، والتيس، والتراب، وسموا به، وقد حكى صاحب القاموس أنه ورد مكسورا أيضا، وهو خلاف عبارة سيبويه (3) التيحان: الذي يتعرض لكل شئ ويدخل فيما لا يعنيه، وقال الأزهري: هو الذي يتعرض لكل مكرمة وأمر شديد، ويقال: فرس تيحان، إذا كان شديد الجري، وحكى في اللسان الكسر فيه أيضا