وحديث الدعاء (فإن جار البادي يتحول) هو الذي يكون في البادية ومسكنه المضارب والخيام، وهو غير مقيم في موضعه، بخلاف جار المقام في المدن. ويروى النادي بالنون.
ومنه الحديث (لا يبع حاضر لباد) وسيجئ مشروحا في حرف الحاء.
(س) وفي حديث الأقرع والأبرص والأعمى (بدا لله عز وجل أن يبتليهم) أي قضى بذلك، وهو معنى البداء ها هنا، لأن القضاء سابق. والبداء استصواب شئ علم بعد أن لم يعلم، وذلك على الله عز وجل غير جائز.
ومنه الحديث (السلطان ذو عدوان وذو بدوان) أي لا يزال يبدو له رأي جديد.
(س) وفي حديث سلمة بن الأكوع (خرجت أنا ورباح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي فرس طلحة أبديه مع الإبل) أي أبرزه معها إلى مواضع الكلأ، وكل شئ أظهرته فقد أبديته وبديته.
(س) ومنه الحديث (أنه أمر أن يبادي الناس بأمره) أي يظهره لهم.
ومنه الحديث (من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله) أي من يظهر لنا فعله الذي كان يخفيه أقمنا عليه الحد.
(س) وفيه:
باسم الإله وبه بدينا * ولو عبدنا غيره شقينا (1) يقال بديت بالشئ - بكسر الدال - أي بدأت به، فلما خفف الهمزة كسر الدال فانقلبت الهمزة ياء، وليس هو من بنات الياء.
وفي حديث سعد بن أبي وقاص (قال يوم الشورى: الحمد لله بديا) البدي بالتشديد الأول، ومنه قولهم: افعل هذا بادي بدي، أي أول كل شئ.
وفيه (لا تجوز شهادة بدوي على صاحب قرية) إنما كره شهادة البدوي لما فيه من الجفاء في الدين والجهالة بأحكام الشرع، ولأنهم في الغالب لا يضبطون الشهادة على وجهها، وإليه ذهب مالك، والناس على خلافه.