نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ٥٧
هؤلاء الذين ذكرهم الأئمة والحفظة من المؤرخين بالبلاء في هذه الوقعة، من بين كافة أصحاب رسول الله، فهم أبطال هذه الغزوة، فقس عمل علي وبلائه إلى أعمالهم تره يكاد يساوي عمل جميعهم! وتذكر من بينهم حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله، وماله في نفوس قريش من البطولة، ثم قس عمله بعمل علي عليه السلام كيف تراه يخفى في جنبه! وتذكر أن عليا كان أحدث أولئك الأبطال سنا، وأنه لم يكن لقي قبل هذه الوقعة حربا ولا بارز قرنا..
لترى الإعجاب يذهب بك كل مذهب، ويبهرك جلاله وعظمته، وما ذاك إلا لعظيم إيمانه وشديد حرصه على إحياء هذا الدين، وهذه الدولة التي بعث صلى الله عليه وآله بهما، ويقينه بأن هؤلاء الطواغيت الذين ضمتهم بدر هم العاملون على هدمهما وإماتتها، وأنه باستئصالهم يتم لرسول الله صلى الله عليه وآله ما أرسل به من هداية البشر وإسعادهم.. فكانت له هذه الضراوة وهذا الاستئصال!
ويزيدك وضوحا ما قاله نوفل بن العدوية وقد رأى عليا عليه السلام يصمد له: تالله ما رأيت كاليوم رجلا أسرع في قومه منه!!
ومن هنا تعرف فعل السياسة ومبلغه من التضليل وإخفاء الحقيقة! وكيف كان ملوك المسلمين وخلفاؤهم في سيرتهم مع هذا العظيم!
فلو أن الدكتور بحث في هذه الغزوة بحث تمحيص، لأدى إلى كل ذي حق حقه، ولم يبخس منه شيئا.. أما وهو يجمل الأعمال فيها أجملا، فليس ذلك من التمحيص في شئ.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست