بسعيد بن العاص والي عثمان (1). ولما اشتدت نبرة المعارضة لعثمان عاد إلى الكوفة، ومنع واليه - الذي كان قد ذهب إلى المدينة آنذاك - من دخولها (2).
واشترك في ثورة المسلمين على عثمان (3)، وتولى قيادة الكوفيين الذين كانوا قد توجهوا إلى المدينة، وكان له دور حاسم في القضاء على حكومة عثمان (4).
وكان يصر على خلافة الإمام علي (عليه السلام) بفضل ما كان يتمتع به من وعي عميق، ومعرفة دقيقة برجال زمانه، وبالتيارات والحوادث الجارية يومذاك (5). من هنا كان نصير الإمام (عليه السلام) وعضده المقتدر عند خلافته. وقد امتزجت طاعته وإخلاصه له (عليه السلام) بروحه ودمه، وكان الإمام (عليه السلام) أيضا يحترمه احتراما، خاصا ويقيم وزنا لآرائه في الأمور.
وكان له رأي في بقاء أبي موسى الأشعري واليا على الكوفة، ارتضاه الإمام (عليه السلام) وأيده (6)، مع أنه (عليه السلام) كان يعلم بمكنون فكر أبي موسى، ولم يكن له رأي في بقائه (7).