6670 - تاريخ الطبري عن أبي مخنف: لما أيس معاوية من قيس أن يتابعه على أمره، شق عليه ذلك؛ لما يعرف من حزمه وبأسه، وأظهر للناس قبله أن قيس بن سعد قد تابعكم، فادعوا الله له، وقرأ عليهم كتابه الذي لان له فيه وقاربه.
قال: واختلق معاوية كتابا من قيس بن سعد، فقرأه على أهل الشام:
بسم الله الرحمن الرحيم، للأمير معاوية بن أبي سفيان من قيس بن سعد، سلام عليك، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فإني لما نظرت رأيت أنه لا يسعني مظاهرة قوم قتلوا إمامهم مسلما محرما برا تقيا، فنستغفر الله عز وجل لذنوبنا، ونسأله العصمة لديننا. ألا وإني قد ألقيت إليكم بالسلم، وإني أجبتك إلى قتال قتلة عثمان، إمام الهدى المظلوم، فعول علي فيما أحببت من الأموال والرجال أعجل عليك، والسلام.
فشاع في أهل الشام أن قيس بن سعد قد بايع معاوية بن أبي سفيان، فسرحت عيون علي بن أبي طالب إليه بذلك، فلما أتاه ذلك أعظمه وأكبره، وتعجب له، ودعا بنيه، ودعا عبد الله بن جعفر فأعلمهم ذلك، فقال: ما رأيكم؟
فقال عبد الله بن جعفر: يا أمير المؤمنين، دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، اعزل قيسا عن مصر.
قال لهم علي: إني والله ما أصدق بهذا على قيس.
فقال عبد الله: يا أمير المؤمنين، اعزله، فوالله لئن كان هذا حقا لا يعتزل لك إن عزلته (1).
6671 - تاريخ الطبري عن أبي مخنف: جاء كتاب من قيس بن سعد فيه: بسم الله