أنت أهون على الله من ذلك! أوليس الله يقول: ﴿والأرض وضعها للأنام * فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام﴾ (١) أوليس الله يقول: ﴿مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان﴾ (٢) إلى قوله: ﴿يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان﴾ (٣)؟ فبالله لابتذال نعم الله بالفعال أحب إليه من ابتذالها بالمقال، وقد قال الله عز وجل: ﴿وأما بنعمة ربك فحدث﴾ (4).
فقال عاصم: يا أمير المؤمنين، فعلام اقتصرت في مطعمك على الجشوبة، وفي ملبسك على الخشونة؟
فقال: ويحك! إن الله عز وجل فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس؛ كي لا يتبيغ (5) بالفقير فقره (6).
4557 - تذكرة الخواص عن الأحنف بن قيس: دخلت على معاوية فقدم إلي من الحلو والحامض ما كثر تعجبي منه، ثم قال: قدموا ذاك اللون. فقدموا لونا ما أدري ما هو، فقلت: ما هذا؟ فقال: مصارين البط محشوة بالمخ ودهن الفستق، قد ذر عليه السكر.
قال: فبكيت.
فقال: ما يبكيك؟