عز وجل، ثم أكتسب منه مالا فلم أنفق منه درهما في طاعة الله، فعلمني دعاء يخلف علي ما مضى ويغفر لي ما عملت، أو عملا أعمله.
قال: قل.
قال: وأي شيء أقول يا أمير المؤمنين؟
قال: قل كما أقول: يا نوري في كل ظلمة، ويا أنسي في كل وحشة، ويا رجائي في كل كربة، ويا ثقتي في كل شدة، ويا دليلي في الضلالة، أنت دليلي إذا انقطعت دلالة الأدلاء فإن دلالتك لا تنقطع ولا يضل من هديت، أنعمت علي فأسبغت، ورزقتني فوفرت، وغذيتني فأحسنت غذائي، وأعطيتني فأجزلت بلا استحقاق لذلك بفعل مني ولكن ابتداء منك لكرمك وجودك، فتقويت بكرمك على معاصيك، وتقويت برزقك على سخطك، وأفنيت عمري فيما لا تحب، فلم يمنعك جرأتي عليك وركوبي لما نهيتني عنه ودخولي فيما حرمت علي أن عدت علي بفضلك، ولم يمنعني حلمك عني وعودك علي بفضلك أن عدت في معاصيك.
فأنت العواد بالفضل وأنا العواد بالمعاصي، فيا أكرم من أقر له بذنب، وأعز من خضع له بذل، لكرمك أقررت بذنبي، ولعزك خضعت بذلي، فما أنت صانع بي في كرمك، وإقراري بذنبي. وعزك وخضوعي بذلي، افعل بي ما أنت أهله، ولا تفعل بي ما أنا أهله (1).
4546 - المزار الكبير عن أبي الحسن علي بن ميثم: حدثني ميثم قال: أصحر بي مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ليلة من الليالي حتى خرج من