2782 - الغارات عن عوانة: خرج النجاشي في أول يوم من رمضان، فمر بأبي سمال الأسدي وهو قاعد بفناء داره، فقال له: أين تريد؟ قال: أريد الكناسة (1)، قال: هل لك في رؤوس وأليات قد وضعت في التنور من أول الليل فأصبحت قد أينعت وتهرأت؟ قال: ويحك! في أول يوم من رمضان؟! قال:
دعنا مما لا نعرف، قال: ثم مه؟ قال: ثم أسقيك من شراب كالورس (2)، يطيب النفس، ويجري في العرق، ويزيد في الطرق، يهضم الطعام، ويسهل للفدم (3) الكلام.
فنزل فتغديا ثم أتاه بنبيذ فشرباه، فلما كان من آخر النهار علت أصواتهما، ولهما جار يتشيع من أصحاب علي (عليه السلام)، فأتى عليا (عليه السلام) فأخبره بقصتهما، فأرسل إليهما قوما فأحاطوا بالدار، فأما أبو سمال فوثب إلى دور بني أسد فأفلت، وأما النجاشي فأتي به عليا (عليه السلام)، فلما أصبح أقامه في سراويل فضربه ثمانين، ثم زاده عشرين سوطا، فقال: يا أمير المؤمنين! أما الحد فقد عرفته، فما هذه العلاوة التي لا تعرف؟ قال: لجرأتك على ربك، وإفطارك في شهر رمضان.
ثم أقامه في سراويله للناس، فجعل الصبيان يصيحون به: خري النجاشي، فجعل يقول: كلا والله إنها يمانية وكاؤها شعر... ثم لحق بمعاوية وهجا عليا (عليه السلام) (4).