موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٧ - الصفحة ٣٥
ولكني أكره أن أصلحكم بفساد نفسي (1).
2778 - الإمام علي (عليه السلام): أيها الناس! إني قد بثثت لكم المواعظ التي وعظ الأنبياء بها أممهم، وأديت إليكم ما أدت الأوصياء إلى من بعدهم، وأدبتكم بسوطي فلم تستقيموا، وحدوتكم بالزواجر فلم تستوسقوا (2). لله أنتم! أتتوقعون إماما غيري يطأ بكم الطريق، ويرشدكم السبيل؟ (3) 2779 - عنه (عليه السلام): ولقد علمت أن الذي يصلحكم هو السيف، وما كنت متحريا صلاحكم بفساد نفسي، ولكن سيسلط عليكم من بعدي سلطان صعب (4).
2780 - عنه (عليه السلام): قد عاتبتكم بدرتي التي أعاتب بها أهلي فلم تبالوا، وضربتكم بسوطي الذي أقيم به حدود ربي فلم ترعووا (5)، أتريدون أن أضربكم بسيفي؟!
أما إني أعلم الذي تريدون ويقيم أودكم، ولكن لا أشتري صلاحكم بفساد نفسي، بل يسلط الله عليكم قوما فينتقم لي منكم! فلا دنيا استمتعتم بها، ولا آخرة صرتم إليها، فبعدا وسحقا لأصحاب السعير! (6) 2781 - عيون الحكم والمواعظ: قيل له [علي] (عليه السلام): إن أهل العراق لا يصلحهم إلا السيف! فقال: إن لم يصلحهم إلا فسادي فلا أصلحهم الله! (7)

(١) الأمالي للمفيد: ٢٠٧ / ٤٠ عن هشام.
(٢) استوسق عليه أمرهم: أي اجتمعوا على طاعته (النهاية: ٥ / ١٨٥).
(٣) نهج البلاغة: الخطبة ١٨٢، ينابيع المودة: ٣ / ٤٤٣ / ١٢ وج ٢ / ٢٨ / ١.
(٤) الإرشاد: ١ / ٢٨١، الاحتجاج: ١ / ٤١٤ / ٨٩.
(٥) الإرعواء: الكف والانزجار، وقيل: هو الندم والانصراف عن الشيء (النهاية: ٢ / ٢٣٦).
(٦) الكافي: ٨ / ٣٦١ / ٥٥١، بحار الأنوار: ٧٧ / ٣٦٤ / ٣٣.
(٧) عيون الحكم والمواعظ: ١٦٤ / 3488، غرر الحكم: 3758.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست