على كل حال، وارحم من أهلك الصغير، ووقر منهم الكبير، ولا تأكلن طعاما حتى تصدق منه قبل أكله.
وعليك بالصوم؛ فإنه زكاة البدن وجنة لأهله، وجاهد نفسك، واحذر جليسك، واجتنب عدوك، وعليك بمجالس الذكر، وأكثر من الدعاء؛ فإني لم آلك يا بني نصحا، وهذا فراق بيني وبينك.
وأوصيك بأخيك محمد خيرا؛ فإنه شقيقك وابن أبيك، وقد تعلم حبي له.
وأما أخوك الحسين فهو ابن أمك، ولا أزيد الوصاة بذلك، والله الخليفة عليكم، وإياه أسأل أن يصلحكم، وأن يكف الطغاة البغاة عنكم، والصبر الصبر حتى يتولى الله الأمر، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (1).
2966 - تاريخ الطبري: نظر [علي (عليه السلام)] إلى محمد ابن الحنفية، فقال: هل حفظت ما أوصيت به أخويك؟ قال: نعم، قال: فإني أوصيك بمثله، وأوصيك بتوقير أخويك؛ لعظيم حقهما عليك، فاتبع أمرهما، ولا تقطع أمرا دونهما. ثم قال:
أوصيكما به؛ فإنه شقيقكما، وابن أبيكما، وقد علمتما أن أباكما كان يحبه.
وقال للحسن: أوصيك أي بني بتقوى الله، وإقام الصلاة لوقتها، وإيتاء الزكاة عند محلها، وحسن الوضوء؛ فإنه لا صلاة إلا بطهور، ولا تقبل صلاة من مانع زكاة، وأوصيك بغفر الذنب، وكظم الغيظ، وصلة الرحم، والحلم عند الجهل، والتفقه في الدين، والتثبت في الأمر، والتعاهد للقرآن، وحسن الجوار، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، واجتناب الفواحش (2).