فدخل ابن مسعدة وعامة من معه الحصن، وهرب الباقون نحو الشام، وانتهب الأعراب إبل الصدقة التي كانت مع ابن مسعدة، وحصره ومن كان معه المسيب ثلاثة أيام، ثم ألقى الحطب على الباب، وألقى النيران فيه، حتى احترق.
فلما أحسوا بالهلاك أشرفوا على المسيب فقالوا: يا مسيب! قومك! فرق لهم، وكره هلاكهم، فأمر بالنار فأطفئت، وقال لأصحابه: قد جاءتني عيون فأخبروني أن جندا قد أقبل إليكم من الشام، فانضموا في مكان واحد.
فخرج ابن مسعدة في أصحابه ليلا حتى لحقوا بالشام، فقال له عبد الرحمن بن شبيب: سر بنا في طلبهم، فأبى ذلك عليه، فقال له: غششت أمير المؤمنين، وداهنت في أمرهم (1).
2852 - تاريخ اليعقوبي: بعث معاوية عبد الله بن مسعدة بن حذيفة بن بدر الفزاري في جريدة خيل (2)، وأمره أن يقصد المدينة ومكة فسار في ألف وسبعمائة.
فلما أتى عليا الخبر وجه المسيب بن نجبة الفزاري، فقال له: يا مسيب! إنك ممن أثق بصلاحه وبأسه ونصيحته، فتوجه إلى هؤلاء القوم وأثر فيهم، وإن كانوا قومك. فقال له المسيب: يا أمير المؤمنين! إن من سعادتي أن كنت من ثقاتك.
فخرج في ألفي رجل من همدان وطئ وغيرهم، وأغذ السير، وقدم مقدمته، فلقوا عبد الله بن مسعدة، فقاتلوه، فلحقهم المسيب، فقاتلهم حتى أمكنه أخذ ابن