أقيم أو تقيم، فخلفه. فلما فصل رسول الله (صلى الله عليه وآله) غازيا، قال ناس: ما خلف عليا إلا لشيء كرهه منه!
فبلغ ذلك عليا، فاتبع رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى انتهى إليه، فقال له: ما جاء بك يا علي؟! قال: لا يا رسول الله إلا أني سمعت ناسا يزعمون أنك إنما خلفتني لشيء كرهته مني! فتضاحك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: يا علي، أما ترضى أن تكون مني كهارون من موسى، غير أنك لست بنبي!! قال: بلى يا رسول الله. قال: فإنه كذلك (1).
479 - تاريخ دمشق عن أبي الفيل: لما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزاة تبوك استخلف علي بن أبي طالب على المدينة، فماج المنافقون بالمدينة وفي عسكر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقالوا: كره قربه، وساء فيه رأيه.
فاشتد ذلك على علي، فقال: يا رسول الله، تخلفني مع النساء والصبيان؟! أنا عائذ بالله من سخط الله وسخط رسوله. فقال: رضي الله عنك يا أبا الحسن برضاي عنك، فإن الله عنك راض، إنما منزلك (2) مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي. فقال علي: رضينا، رضينا (3).
480 - الإرشاد: لما بلغ أمير المؤمنين (عليه السلام) إرجاف المنافقين به، أراد تكذيبهم، وإظهار فضيحتهم، فلحق بالنبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله، إن المنافقين يزعمون أنك إنما خلفتني استثقالا ومقتا!! فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): ارجع يا أخي إلى