ومن الطبيعي أن يكون نقل الطبري مثارا للتساؤل ومدعاه للتأسف! والتأمل فيه يدل على أنه كان مكرها متحكما فيه، وإلا فماذا يعني قوله: " إن هذا أخي وكذا وكذا، فاسمعوا له... "؟! علما أن قوله: " فاسمعوا له وأطيعوه " ينطوي على مكنون سر يشعر بحذف لروح الكلام ولبابه!
وقد حذا ابن كثير حذو الطبري أيضا، فنقل ذلك في تفسيره، وتاريخه، وسيرته النبوية بالنحو الذي أورده الطبري في تفسيره؛ أي بشكله المقطع، وهذا ما يثير الدهشة والعجب، إذ إن " تاريخ الطبري " أهم مصدر ومرجع اعتمد عليه ابن كثير في " البداية والنهاية " (1).
وذكر الكاتب المصري محمد حسين هيكل تلك الحادثة في الطبعة الأولى من كتابه " حياة محمد "، مع حذف لمواضع منها، لكنه حذف الخبر كله في الطبعة الثانية وما تلاها من طبعات! (2) وحاول ابن تيمية أيضا أن يطعن في السند، وأحيانا في المتن، وامترى في أصل الحادثة، وقد رد عليه بأجوبة مفصلة (3).