فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنا - والله - لا نجعله كالحسن والحسين (عليهما السلام) ولا نظلمهما له، ولا نظلمه - لفضلهما عليه - حقه.
فقال علي (عليه السلام): أين يقع ابني من ابني بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)! (1) 4 / 4 العباس مظهر العشق والإيثار، ومثال الرجولة والصفاء والوقار، ورمز الشجاعة والشهامة والكرامة. وكانت له بين أبطال كربلاء وشهداء التاريخ منزلة رفيعة، ومكانة سامقة، حتى قال سيد الساجدين زين العابدين (عليه السلام) في حقه: " إن للعباس عند الله تبارك وتعالى لمنزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة " (2).
ولد في سنة (26 ه) (3) من أم عظيمة تنتسب إلى قبيلة بني كلاب التي أنجبت أشجع الصناديد الأفذاذ في زمانها، وتربى في حجرها، ونشأ مع إخوته الذين لا مثيل لهم؛ كالحسنين (عليهما السلام).
كانت كنيته: أبا الفضل (4)، وأبا قربة (5). ولقبه: السقاء (6)، وقمر بني هاشم.