والأمويين خاصة، وعلى بطون قريش ال 23 عامة.
فشمر أبو سفيان عن ساعده، ووحد بطون قريش ال 23، وشكل منها وممن والاها من العرب جبهة قوية واحدة، وتولى هو وأبناؤه الثلاثة: حنظلة، ويزيد، ومعاوية، قيادة هذه الجبهة لتقف وقفة رجل واحد ضد النبي وضد البطن الهاشمي الذي احتضن النبي، وضد الدين الذي جاء به الرسول الكريم (ص).
وقاد الثلاثة موجات العداوة لمحمد ولبني هاشم، وللدين الذي جاء به محمد طوال الفترة التي قضاها النبي في مكة قبل الهجرة والتي استمرت 15 عاما ولما علم الثلاثة بعزم النبي على الهجرة خططوا لقتل النبي وشرعوا بالقتل بالفعل، ولكن المؤامرة فشلت لأسباب لا يد للثلاثة فيها.
الحقد الأسود وضرورة الثأر:
لما استقر النبي في يثرب جيش أبو سفيان وأولاده الثلاثة الجيوش، وخاضوا مع النبي حربا دموية دامت ثماني سنوات، قتل خلالها حنظلة بن أبي سفيان، وعتبة جد معاوية، وشقيق عتبة عم هند أم معاوية، والوليد خال معاوية، وبضعة عشر رجلا من عمومة معاوية (1)، وقرابة ستين رجلا من صناديد بطون قريش ال 23 وأكثرهم قد قتل بيد علي بن أبي طالب ابن عم النبي، وبيد حمزة عم النبي فتأججت نيران الحقد في قلوب أبي سفيان وابنيه معاوية ويزيد وأبناء بطون قريش ال 23، واستقرت في قلوبهم نهائيا فكرة الثأر وهواجسه، ومبررات دوام العداء.
الإدمان على العنف والتسلط:
طوال 23 عاما وأبو سفيان وابناه يزيد ومعاوية يقودون موجة العداء ضد النبي، ويؤذونه بكل وسائل الإيذاء، ويقاومونه بكل طرق المقاومة، ويحاربونه بكل فنون الحرب، لقد اكتسب الثلاثة خبرة هائلة بتلك المجالات، ونشأوا نشأة عدوانية حربية أساسها العنف، وصورت لهم فكرة الثأر من قتلة " الأحبة " ملايين