كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٧٨
البيعة والخضوع التام:
إذا بايع المسلم معاوية، فلا تقفل دائرة الإرهاب، بل يتوجب على المسلم أن يكون بحالة تبعية وخضوع تامين لمعاوية، فإذا أحس معاوية بأي تراخ بهذه التبعية وذلك الخضوع التأمين عندئذ يصدر أوامره بقتل هذا المتراخي بالتبعية والخضوع وما فعله مع حجر بن عدي وأصحابه الصادقين ومع عمرو بن الحمق وهم من خيرة الصحابة لهو خير دليل على ذلك.
التنكيل بعد الموت:
لقد انتقل علي بن أبي طالب إلى جوار ربه، وآل الملك إلى معاوية بالقوة والقهر وكان من المفترض أن يسدل معاوية الستار على تلك الفترة، لكن معاوية أصدر سلسلة من مراسيمه الملكية، فرض فيها على كل فرد من أفراد رعايا دولة الخلافة أن يلعن علي بن أبي طالب على كل منبر وفي كل صلاة (1) وأبعد من ذلك فإن معاوية اعتبر محبة علي وأهل بيت النبوة من جرائم الخيانة العظمى وأباح دم من يواليهم ويحبهم، وأمر ولاته بأن يقتلوا على الفور كل من يحب عليا وأهل بيت النبوة، وأن يهدموا داره (2).
الموت مصير المعارضين لمعاوية:
لقد تنازل الإمام الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية، بقيا منه على القلة المؤمنة، حتى لا يقتلها معاوية، وتخلو الأرض من المؤمنين، ولزم الإمام الحسن بيته، ولأن معاوية قد أدرك بأن منيته قد دنت وأن وجود الإمام الحسين على قيد الحياة من بعده قد يعيق مشاريعه الرامية إلى تحويل الخلافة إلى ملك، وحصر هذا الملك في بيت أبي سفيان خاصة وفي البيت الأموي عامة، وتعويق الإمام

(١) راجع العقد الفريد لابن عبد ربه ج ٤ ص ٣٦٦، وشرح نهج البلاغة ج ١ ص ٣٥٦، و ج 2 ص 220 و ج 3 ص 258 و ج 4 ص 56، وأسد الغابة لابن الأثير ج 3 ص 144، وترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 3 ص 127 ح 1449، ومعاوية بن أبي سفيان في الميزان للعقاد ص 16.
(2) راجع شرح نهج البلاغة لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد ج 3 ص 595 - 596.
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327