كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٧٧
يذهب فيبايع، وإني لأعلم أنها بيعة ضلالة " (1).
قال ظافر القاسمي في كتابه " نظام الحكم في الشريعة والتاريخ " بعد بحث دقيق ومستفيض: " نعم، لقد حصل معاوية على البيعة بالتقتيل، والتدمير، والتحريق، وشتم أنصار الرسول " (2).
ولم يكتف معاوية بسلاح الإرهاب والقتل والتدمير، بل استعمل سلاح المال، فخلال ولايته على الشام التي دامت عشرين عاما جمع من الأموال ما أمكنه جمعه استعدادا لليوم الموعود، ولما جاء ذلك اليوم سخرها في سبيل الملك بعد أن أخرجها عن مصارفها المشروعة التي أمر بها القرآن، واعتبر بيت مال المسلمين خزانة خاصة له يأمر بإنفاق ما فيها حسب هواه (3) ويشتري بتلك الأموال ضمائر بعض الناس، ودينهم، وولاءهم.
ومن أساليب معاوية الوعد بالولاية مدى الحياة كما فعل مع عمرو بن العاص، إذ اتفق معه أن يعطيه ولاية مصر له ولعقبه مقابل أن يبايعه خليفة ويقف معه ضد الخليفة الشرعي علي بن أبي طالب، فقبل عمرو وبايع معاوية ووقف معه، ولولا عمرو لانتهت قصة معاوية في صفين ولتغير مجرى التاريخ، وكما فعل مع قيس بن سعد الذي رفض عرض معاوية (4).
ومن أساليب معاوية: تزوير الكتب، ونشر الشائعات، ودس الوقيعة بين جماعة علي، ولم يأل جهدا في هذا المضمار.
ومن أساليب معاوية وسننه: أن رتب عطاء مخصوصا اسمه رزق البيعة يعطى للجند حينما يأتي الخليفة الجديد (5)

(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١ ص ١٥٧.
(٢) راجع نظام الحكم لظافر القاسمي ص ٢٨٤.
(٣) المصدر نفسه.
(٤) راجع تاريخ الطبري ج ٤ ص ٥٥٠.
(5) راجع تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 383.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327