كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٧٦
من وسائل معاوية:
خلال مدة ولاية معاوية على الشام بنى جيشا منظما، يدين له شخصيا بالطاعة العمياء، ولا يعرف هذا الجيش من الإسلام إلا القشور. فمعاوية نفسه لا يعرف الإسلام فهو طليق وابن طليق ومن المؤلفة قلوبهم، فكان هذا الجيش من أعظم وسائل معاوية التي استعملها للاستيلاء على منصب الخلافة، وقهر أعدائه، كان هذا الجيش بيد معاوية كالخاتم بالأصبع، يحركه كيفما يشاء; فلو أمره معاوية أن يهدم الكعبة لهدمها عن طيب خاطر، وقد هدمها في زمن يزيد، وهدمها في زمن عبد الملك، ولو أمره معاوية أن يستبيح المدينة المنورة، فيقتل رجالها، وينهب أموالها لفعل، وقد فعل ذلك في زمن يزيد بن معاوية، إذ قتل عشرة آلاف بيوم واحد، واغتصب جيشه ألف عذراء، وقد حارب معاوية بهذا الجيش أمير المؤمنين عليا. وأرسل فرقة من هذا الجيش مع بسر بن أرطأة، وأمره أن يسير إلى المدينة ومن المدينة إلى مكة ومن مكة إلى صنعاء، فيقتل كل من كان في طاعة علي، وينهب أموال كل من ليس في طاعة معاوية، وأمره بأن ينشر الرعب أينما حل، وأن يخوف عباد الله ويأخذهم أخذا أليما، ونفذ بسر بن أرطأة أوامر مولاه معاوية بدقة، فكان يقتل الرجال والنساء والأطفال، لقد قتل طفلي عبيد الله ابن العباس وعاد بسر إلى الشام بعد أن أخذ البيعة لمعاوية بالعنف والإرهاب.
الأنصاري وأم سلمة يصفان أسلوب معاوية:
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: قال جابر بن عبد الله الأنصاري: " لما خفت بسرا وتواريت عنه، قال لقومي: " لا أمان لكم عندي حتى يحضر جابر، فأتوني وقالوا: ننشدك لما انطلقت معنا فبايعت، فحقنت دماءنا، ودماء قومك فإنك إن لم تفعل قتلت مقاتلينا، وسبيت ذرارينا، فاستنظرتهم الليل، فلما أمسيت دخلت على أم سلمة (إحدى زوجات الرسول) فأخبرتها الخبر، فقالت: يا بني انطلق فبايع، أحقن دمك ودماء قومك، فإني قد أمرت ابن أخي أن
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327