كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٧٤
الصور المليئة بالرعب والعنف، فأدمنت عائلة أبي سفيان على العنف والأذى إنهم لا يرحمون ضحاياهم ومن يقع بين أيديهم، ولا يتورعون عن استعمال آية وسيلة للتنكيل بخصومهم!! قد يصبرون ولكنهم لا ينسون أبدا!! إنهم يكرهون خصمهم حيا وميتا!!.
خذ على سبيل المثال: أم معاوية هند بنت عتبة، وهي امرأة، والمرأة على الغالب ترمز للرحمة، وتجنح للموادعة، لكن هندا لم تكتف بأن يخرج زوجها وإبناها لمعركة أحد، بل أصرت على الخروج بنفسها، وحملت نساء البطون على الخروج لتشهد العنف والدم على الطبيعة، لقد تيقنت من قتل حمزة عم النبي، لكنها لم تكتف بقتله، بل سارت بخطى ثابتة حتى وقفت بجانب جثته، وبأعصاب باردة شقت بطن حمزة وهو ميت واستخرجت كبده، وحاولت أن تأكله، ثم قطعت أذنيه وأنفه ومثلت به أشنع تمثيل!!!.
فإذا كانت المرأة منهم تفعل بضحيتها هكذا!! فكيف يفعل أبو سفيان ومعاوية وذريتهم بضحاياهم. هذه هي البيئة الدموية التي تربى فيها يزيد بن معاوية، مهندس مذبحة كربلاء، فأبوه معاوية، وجده أبو سفيان، وجدته هند!!
لقد ورث العنف والتنكيل بخصومه كابرا عن كابر!!.
بعد 23 عاما من قيادة أبي سفيان وابنيه يزيد ومعاوية لجبهة الشرك فوجئوا بجيوش النبي وهي تدخل مكة دخول الفاتحين، فاستسلم الثلاثة، وباستسلام الثلاثة استسلمت جبهة الشرك كاملة، وتلفظ أئمة الكفر وقادة الشرك الثلاثة بالشهادتين، مكرهين وتبعا لهم تلفظ أفراد وجماعات جبهة الشرك بالشهادتين، وتظاهروا جميعا بالإسلام، وأبطنوا قناعات الشرك كاملة، وتركة صراع بينهم وبين النبي دام 23 عاما مثلما أبطنوا فكرة الثأر!!.
الثلاثة ينقسمون إلى قسمين:
بعد موت النبي صممت قيادة البطون على صرف الأمر عن صاحب الحق الشرعي علي بن أبي طالب، فوقفت بطون قريش ال‍ 23 ضد علي تماما كما وقفت ضد النبي، واغتنم الثلاثة الفرصة، فوقف يزيد ومعاوية في صف البطون،
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327