كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٩٨
جواب الأهل:
قال العباس بن علي: لم نفعل ذلك، ألنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبدا.
وبمثل هذا أجابه أخوته، وأبناؤه، وبنو أخيه الحسن، وابنا عبد الله بن جعفر محمد وعبد الله.
وقال بنو عقيل: فما يقول الناس؟ يقولون: إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام، ولم نرم معهم بسهم، ولم نطعن معهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا؟ لا والله لا نفعل، ولكن نفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا، ونقاتل معك، حتى نرد موردك، فقبح الله العيش بعدك.
جواب الأصحاب (1):
قام مسلم بن عوسجة الأسدي فقال: " أنحن نخلي عنك، ولما نعذر إلى الله في أداء حقك، أما والله حتى أكسر في صدورهم رمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولا أفارقك، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك، وتكلم زهير بن القين وبقية الأصحاب بكلام مشابه " (2).
الإمام يطلعهم على النتائج:
قال الإمام: " إنكم تقتلون غدا لا يفلت منكم رجل " (3) فقالوا: الحمد لله الذي أكرمنا ينصرك، وشرفنا بالقتل معك.
فقال الإمام: جزاكم الله خيرا، ودعا لهم بخير، فأصبح وقتل وقتلوا معه أجمعون كما قال، وهكذا جعل الإمام أهل بيته وأصحابه على بينة من الأمر،

(١) الإرشاد للمفيد، وتاريخ الطبري ج ٣ ص ٣١٥، والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٥٥٩ والعوالم ج ١٧ ص ٢٤٤، ووقعة الطف ص ١٩٨.
(٢) الإرشاد ص ٢٣١، وتاريخ الطبري ج ٣ ص ٣١٥، والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٥٥٩ والعوالم ج ١٧ ص ٢٤٤ ووقعة الطف ص ١٩٨.
(٣) بحار الأنوار ج ٤٤ ص ٢٩٨.
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 295 296 297 298 299 301 302 303 304 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327