كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٩٠
أصحاب الإمام يساعدونه بإقامة الحجة:
تقدم الإمام الحسين نحو القوم وبين يديه برير بن خضير فقال له الإمام:
كلم القوم، فتقدم برير فقال: " يا قوم اتقوا الله، فإن ثقل محمد قد أصبح بين أظهركم، هؤلاء ذريته وعترته، وبناته وحرمه، فهاتوا ما عندكم وما الذي تريدون أن تصنعوا بهم؟ فقالوا: نريد أن نمكن منهم الأمير ابن زياد فيرى رأيه فيهم، فقال لهم برير: أفلا تقبلون منهم أن يرجعوا إلى المكان الذي جاءوا منه؟ ويلكم يا أهل الكوفة أنسيتم كتبكم وعهودكم التي أعطيتموها، وأشهدتم الله عليها!!.
يا ويلكم أدعوتم أهل بيت نبيكم وزعمتم أنكم تقتلون أنفسكم دونهم، حتى إذا أتوكم أسلمتموهم إلى ابن زياد وحلأتموهم عن ماء الفرات، بئسما خلفتم نبيكم في ذريته، ما لكم لا سقاكم الله يوم القيامة، فبئس القوم أنتم!.
فقال له نفر منهم: يا هذا ما تدري ما تقول؟
فقال برير: الحمد لله الذي زادني فيكم بصيرة، اللهم إني أبرأ إليك من فعال هؤلاء القوم، اللهم الق بأسهم بينهم، حتى يلقوك وأنت غضبان، فجعل القوم يرمونه بالسهام، فرجع برير إلى ورائه " (1).
وبلغ العطش من الحسين وأصحابه فدخل عليه أحد رجاله " يزيد بن الحصين الهمداني "، فقال يا ابن رسول الله أتأذن لي فأخرج إليهم فأكلمهم؟
فأذن له فخرج إليهم، فقال: يا معشر الناس إن الله عز وجل بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابها، وقد حيل بينه وبين ابنه.
فقالوا يا يزيد: فقد أكثرت الكلام فاكفف، فوالله ليعطشن الحسين كما عطش من كان قبله، فقال الحسين: اقعد يا يزيد.
فلما سمع الحسين التفت إلى أصحابه وقال: " أصحابي إن القوم قد

(١) مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ٢٥٢، والمناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ١٠٠ وبحار الأنوار ج ٤٥ ص ٥ والعوالم ج 17 ص 249 والموسوعة ص 415 - 416.
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 295 296 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327