تحت أمرة ذلك العامل الطاغية ليضمن السيطرة على بلاد العراق، وليؤمن طاعة أهل العراق له، وخضوعهم لحكمه، وجيش الشام دربه معاوية على الطاعة العمياء وجهله بأمور الدين تجهيلا كاملا، فصار جيشه لا يعرف من الدين إلا الخليفة وطاعة الخليفة!! فطاعة الخليفة هي طاعة الله وطاعة الرسول والتزام بأحكام الدين، ومعصية الخليفة هي معصية لله ومعصية للرسول وخروج عن أحكام الدين!!! وانتشرت هذه العقيدة العسكرية الغريبة في مجتمع دولة الخلافة وترسخت بانتصار معاوية وبانتصار جيش الشام.
ركب الإمام في كربلاء:
كان في العراق فرقة كبيرة من جيش الشام وهذا معلوم بالضرورة، وكانت العقيدة العسكرية التي رسخها معاوية هي المسيطرة، وبلوغها كان هدفا لعشاق العسكرية، ومنتسبي جيش الخلافة. واستطاع عبيد الله بن زياد بدعم الخليفة وتأييده أن يضع كافة طاقات وإمكانات دولة الخلافة تحت تصرفه لإنجاز المهمة الخطيرة الموكولة والمتمثلة بقتل الإمام وإبادة أهل بيت النبوة إبادة تامة للقضاء على خطرهم الدائم الذي يحدق بالملك الأموي. وفي هذا السياق، استطاع عبيد الله أن يجند كل القادرين على حمل السلاح من العراقين وأن يحشرهم مع فرقة جيش الشام الموجودة في العراق فجمع جيشا قوامه ثلاثون ألف مقاتل تدعمه طاقات وإمكانات وموارد دولة الخلافة، ومشرب بكل علوم وفنون وعقائد عسكرية الخلافة ومهمة هذا الجيش محصورة بنقطة واحدة " قتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة "، وليجعل الخليفة وأركان دولته لهذا الجيش مصلحة في تلك الحرب القذرة أعطى كل فرد من أفراد هذا الجيش مائة مائة!!! وهذا مبلغ ضخم في المقاييس الاقتصادية لذلك العصر، ومقابل هذا المبلغ لا يجد أي عنصر من عناصر ذلك الجيش غضاضة ولا حرج لو قتل النبي نفسه!!! ثم إن هنالك فوائد مؤكدة، أخرى حيث ستتاح الفرصة لهذا الجيش بنهب رحل الإمام الحسين وأهل بيته!! وذلك الجيش قد تعود أن ينهب المهزوم، وأن يأكل المغلوب كائنا من كان ولو كان النبي نفسه، ووفق المعتقدات التي غرسها معاوية